آفاق حرب.. أمريكا تحشد القوات وإيران تناور بالقرارات
في مؤشر على تصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أكد البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الرئيس دونالد ترامب سيبقى ثابتا على مواقفه بشأن إيران، وذلك في أعقاب إعلان طهران التحلل من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
عقوبات جديدة
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز للصحافيين أن لا نية لدى واشنطن للدخول في حرب مع إيران.
وكانت إيران قالت الأربعاء إنها بدأت التحلل من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وهددت بفعل المزيد إذا لم تحمها القوى العالمية من العقوبات الأمريكية، وذلك بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق.
البرنامج النووي
قال مسئول كبير في البيت الأبيض اليوم: إن الولايات المتحدة تعتزم فرض مزيد من العقوبات على إيران "قريبا جدا"، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها ستقلص بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي.
وأوضح تيم موريسون، المساعد الخاص للرئيس دونالد ترامب وكبير مسئولي شئون أسلحة الدمار الشامل والدفاع البيولوجي، في مؤتمر صحفي إن واشنطن لم "تفرغ" بعد من فرض عقوبات على إيران.
وأضاف "توقعوا المزيد من العقوبات قريبا. قريبا جدا".
إعلان إيران
وكانت قد أعلنت إيران، الأربعاء، وقف تنفيذ بعض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، مدفوعةً بتشديد العقوبات الأمريكية عليها في محاولة لتصفير صادراتها من النفط، وبضغط من تيّار المتشددّين داخل النظام الإيراني.. وتوضح "فيتو" في السطور التالية ماهية الاتفاق النووي بين الدول الكبري وطهران
سين: على ماذا ينص القرار الإيراني؟
جيم: بحسب ما أعلن الرئيس، حسن روحاني، فإنّ إيران أمهلت الدول الغربيّة ستين يومًا لإيجاد حلول لها للعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية عليها، خصوصًا في مجاليّ النفط والبنوك، وفي ختام الستّين يومًا، إن لم "تحافظ الدول على المصالح الإيرانيّة في الاتفاق النووي"، فإن بلاده لن تلتزم بالسقف الذي حدده الاتفاق لمخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة.
جيم: بحسب ما أعلن الرئيس، حسن روحاني، فإنّ إيران أمهلت الدول الغربيّة ستين يومًا لإيجاد حلول لها للعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية عليها، خصوصًا في مجاليّ النفط والبنوك، وفي ختام الستّين يومًا، إن لم "تحافظ الدول على المصالح الإيرانيّة في الاتفاق النووي"، فإن بلاده لن تلتزم بالسقف الذي حدده الاتفاق لمخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة.
وكان الاتفاق النووي قد ألزم إيران بألا تخزّن أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصّب بمستوى 3.5٪، على ألا تخزّن أكثر من 130 طنا من المياه الثقيلة.
سين: هل هناك ضغوط داخليّة على روحاني؟
جيم: تعكس تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني، خلال الأسابيع الأخيرة، والدعوة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، خلافات داخل النظام الإيراني، برزت في اتهامات المعسكر المتشدّد لروحاني، أكثر من مرة، بـ"تعليق آمال لا فائدة منها على الدول الأوروبية".
وخلال الأسابيع الماضيّة، دعت صحيفة "كيهان" الحكومة الإيرانيّة إلى الإعلان عن "تدابير عملية أبعد من التصريحات السياسيّة من خلال التوضيح أن إيران لا نية لديها لإبقاء الصفقة بأي ثمن".
ويري مراقبون أن الضغوطات الداخلية هي الدافع الأساس وراء قرار الرئيس الإيرانى، بالإضافة إلى قرار واشنطن، تصفير الصادرات النفطية الإيرانيّة.
سين: هل يشكّل القرار الإيراني خرقًا فوريًا للاتفاق النووي؟
جيم: لا، لا يشكّل خرقًا للاتفاق حتى الآن، ووصف مراقبون الإجراءات الإيرانيّة بأنها "رمزيّة"، ولن يكون رفع تخصيب اليورانيوم إلى الدرجة التي تشكّل خرقًا للاتفاق قريبًا، بحسب خبراء، ومن غير الواضح إن كانت ستخرقها عند انتهاء مهلة الستّين يومًا.
عندها، يكون القرار متروكًا للدول التي بقيت ضمن الاتفاق، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين لتحديد إن كانت إيران قد خرقت الاتفاق النووي، أو إن كانت هناك إمكانية لتعديل الاتفاق بشكل يتيح لإيران رفع التخصيب دون القدر اللازم لتحويل برنامجها النووي إلى برنامج عسكريّ.
سين: ما هو الرد الأوروبي المتوقع؟
جيم: لا زال الرد الأوروبي غير واضحٍ، لكن الواضح أن هناك مسعى لعدم إلغاء الاتفاق بشكل كامل، على الأقل في هذه المرحلة، فقد قالت ألمانيا إنها تريد الحفاظ على الاتفاق، "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملا من إيران، أيضًا"، في حين كانت الردود في فرنسا وبريطانيا أكثر حدّة"، فبينما وصفت بريطانيا القرار بأنه "غير مرحب به"، حذّرت فرنسا من عقوبات إضافيّة ضد الجمهورية الإسلامية.
إلا أن هذه التصريحات لم تشر إلى قناعة أوروبيّة تامّة، حتى الآن، بضرورة إلغاء الاتفاق النووي.
سين: في ظل الحشد العسكري الأمريكى في المنطقة، هل اشنطن مقبلة على مواجهة عسكريّة مع طهران؟
جيم: من غير الواضح ما هي السياسة التي قد تستند إليها الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، خصوصًا لمستشار الأمن القومي، جون بولتون؛ إلا أن التحليلات الغربية أشارت إلى أن نقل حاملة طائراتها إلى الخليج العربي، بالإضافة إلى طائرات بي 52، لكن تصريحات المسئولين في الإدارة الأمريكية تشدد حتى الآن على أنه لا حرب في الأفق والآليات العسكرية مجرد رمزية للاستعداد عقب تقارير استخباراتية حول إمكانية إيران بشن هجمات عسكرية.
على الجانب الإيرانى، منذ عقود طويلة أيضا نسمع من دوائر السلطة تصريحات حربية تنتهى إلى زوال تكشف في نهاية المطاف عن مناورات بالقرارات لا ترقى إلى درجة إطلاق الرصاص.