هجمات سريلانكا.. داعش يحتفي والعقل المدبر للعملية مختفى
احتفى تنظيم "داعش" الإرهابى، بالهجمات التي شنها انتحاريون أمس، على عدد من الكنائس والفنادق، في العاصمة السريلانكية، كولومبو ومحيطها.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن عناصر التنظيم عبروا عن سعادتهم بالهجمات، مدعين أنها انتقام من الهجوم الذي استهدف المسلمين بنيوزيلاندا.
وقالت ريتا كاتز، مديرة مجموعة سايت للاستخبارات الأمريكية، أن أنصار داعش أشادوا بالهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، واحتفلوا بالخسائر.
وأضافت أن القنوات التابعة للتنظيم الإرهابي كتبت منشورات تشيد بالتفجيرات وتدعو بالرحمة للانتحاريين، موضحة أن التنظيم من المحتمل أن يعلن مسئوليته عن الهجمات قريبا.
اتهم مسئولون سريلانكيون تنظيم "جماعة التوحيد الوطنية" بالوقوف وراء أسوأ سلسلة اعتداءات منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 سنوات، بعد مقتل أكثر من 290 شخصًا وجرح 500 آخرين في هجمات متزامنة استهدفت كنائس وفنادق في عيد الفصح.
ولا يعرف الكثير عن هذه الجماعة المتشددة، بخلاف أنها وليدة انشقاق عن "جماعة التوحيد السريلانكية".
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن زهران هاشم، المنتمي لجماعة التوحيد، هو من بين الإرهابيين الذين يُزعم أنهم يقفون خلف التفجيرات، واصفة إياه بـ"العقل المدبر".
وأضافت أن هاشم، نفذ عمليته على فندق شانغريلا، مشيرة إلى أنه كان يخطط للهجوم على المفوضية العليا الهندية في العاصمة كولومبو، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلا أن العملية أُحبطت.
وقدمت الجماعة المنشقة نفسها للمرة الأولى عبر تخريب تماثيل بوذية قبل فترة قصيرة، وتركز هذه الجماعة خطابها على التحريض الطائفي، لكن لم يعرف عنها اللجوء إلى العنف قبل اتهامها بهجمات الأحد.
وقال الناطق باسم الحكومة السريلانكية راجيثا سياراتني، أمس، إن الحكومة تعتقد أن الجماعة تقف وراء الاعتداءات، مرجّحًا في الوقت ذاته حصولها على دعم من شبكة دولية. وأوضح: لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد... هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن أن تنجح مثل هذه الهجمات من دون مساعدتها.
وبحسب وثائق نشرت مضمونها وكالات ومواقع إخبارية، فإن قائد الشرطة السريلانكية أصدر في 11 أبريل تحذيرًا يؤكد أن، وكالة استخبارات أجنبية، أفادت بأن "جماعة التوحيد الوطنية" تخطط لشن هجمات على كنائس، وعلى مفوضية الهند العليا في كولومبو.
ولم تعلن جماعة التوحيد الوطنية المتطرفة حتى الآن مسئوليتها عن الاعتداءات، لكن هذه الجماعة عرفت بتأجيج التوتر الطائفي في بلد عانى من عنف استمر 26 عامًا وحصد أرواح بين 80 ألف إلى 100 ألف شخص على الأقل.
ولم تصدر معلومات رسمية مؤكدة عن الجماعة المتطرّفة، إلا أن خبراء استبعدوا أن يكون التنظيم تحوّل من أنشطة تخريب تماثيل بوذية العام الماضي، إلى تنظيم وتنسيق عملية إرهابية من هذا الحجم من دون الحصول على مساعدة خارجية.
وتداولت تقارير إعلامية محلية وهندية معلومات عن علاقة "جماعة التوحيد الوطنية" بتنظيم هندي، فيما نشرت قنوات صورة تزعم أنها لانتحاري فجر نفسه في فندق "شانجري-لا" قالت إنه زهران هاشم، وهو رجل دين معروف بخطاباته التحريضية وتربطه وسائل إعلام محلية بـ{جماعة التوحيد الوطنية.
وذكرت تقارير أن مناصرين لـ"داعش" تداولوا عبر تطبيق "تليجرام"، أن هاشم دعا إلى مبايعة زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي".
ويشير مراقبون إلى الدور المحتمل الذي يمكن أن يكن لعبه تنظيم "داعش" الإرهابي، خصوصًا بعد هزيمته الجغرافية في سوريا والعراق، وعقب توعّده بالانتقام عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت مسجدين في نيوزيلندا.
وفيما لم يتبنّ التنظيم الإرهابي حتى الآن اعتداءات عيد الفصح، رحّب أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الهجمات الإرهابية الدامية. وقد ذكرت تقارير رسمية في السابق أن 32 سريلانكيًا على الأقل غادروا باتجاه سوريا والعراق للمشاركة في القتال في صفوف "داعش".
وقال روهان جوناراتنا، وهو خبير أمني في سنغافورة، إن الجماعة السريلانكية قد تكون فرع "داعش" هناك، وان الجناة كانت لهم صلات بسريلانكيين سافروا إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى صفوف التنظيم المتشدد في سوريا والعراق، كما ذكرت وكالة رويترز.
ويقول ريتشارد سبانسر، الكاتب في صحيفة "التايمز" البريطانية، إن الأسلوب المعتمد في الهجمات والتنسيق بينها يُذكّر بأسلوب هجمات إرهابية سابقة. ويوضّح أن الهجمات التي استهدفت الكنائس في عيد الفصح سمة مميزة لـ"داعش" الذي استهدف المسيحيين في أعياد الميلاد والفصح من القاهرة إلى بغداد، فيما تُذكّر الاعتداءات على فنادق فخمة هجوم مومباي في نوفمبر عام 2008، الذي أسقط 165 قتيلا وتبناه تنظيم "لشكر طيبة" الإرهابي الباكستاني.