صناع التاريخ في الأهلي
لا تكمن مشكلة النادي الأهلي في مدربه "لاسارتي". قضية الأهلي كما قلنا في تغير الذهنية الكروية في مصر، دون أن يلحظ ذلك من يديرون الأمور في القلعة الحمراء، قضية الأهلي أنه كان دوما يلعب على فكرة الانتماء، باعتبار النادي هوية يشرف من ينتمى بالانضمام إليها، تتابعت الصفقات في سباق مادى مجنون حول أسماء ثبت أن ما دفع فيها أكثر بكثير من عوائدها الفنية أو المعنوية.
معظم الصفقات التي قفزت أرقامها بشكل مبالغ فيه، أثبت الواقع الفعلى أن الأداء على الأرض أقل بكثير من هذا السعار في المنافسة عليها، هذه الصفقات تذكرنى بجيل من نجوم الكوميديا، الذين ظهروا كنوع من التحدى ليس أكثر لشخصية الزعيم عادل إمام، فحصلوا على الملايين ثم انتكسوا، لأنهم باختصار لم يكونوا مشروعات فنية قادرة على البقاء، مثل مطربي اللهث وراء أموال روتانا، ضاعوا في الطريق رغم أنهم حصلوا على أموال كثيرة.
ظل الكنج كما هو كنج، وظل الحجار حجارا، وظل محمد الحلو حلوا، وظلت ماجدة الرومى ماجدة التي تصنع الأمجاد، أما الذين كانت بداياتهم مبشرة بميلاد نجوم زاهرة أمثال عمرو دياب، فإن نداهة أموال الوليد قضت عليهم، وأصبحوا مسخا نتذكرهم عند أمجاد ماضيهم قبل نداهة الفلوس، آفة الأهلي أنه دخل الصراع حسب قواعد الوافدين على المشهد الرياضى الجديد، الأجانب أو العرب الذين وضعوا القواعد، فنسي الأهلي تاريخه، وقفز مع القافزين إلى هوة سحيقة.
الأهلي قلعة مجرد الانتماء إليها تحصد أرباحا لا تحصى، والتاريخ شاهد على ذلك، فكل منتم إليه حصل على أضعاف نصيبه من الدنيا لمجرد إخلاصه وأدائه وانتمائه الحقيقي، الأهلي ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل أسطورة لمن دخلها أن يشعر بالأمان، ولمن انتمى إليها حظ وافر من الحب الجماهيرى الجارف، و"الخطيب" نفسه مثلا وعبرة، فطوال فترة لعبه لم يحصل على ما حصل عليه "حسين الشحات" مثلا، غير أن الجماهير والجمعية العمومية منحته شرفا لا يقدر بمال، ولا يزال أيقونة في وجدان الناس.
على الأهلي أن يؤمن أنه أقوى من قواعد وضعها الغير، وعلى إدارته أن تيقن أن الأرقام التي دفعت لم تصنع تاريخا، وأن الذين صنعوا التاريخ هم الذين لم تغرهم الأموال!