أسبوع رئاسي حافل.. السيسي يتفقد تفتيش الحرب بقاعدة محمد نجيب.. يكلف بالانتهاء من استعدادات المرحلة الأولى للتأمين الصحي.. يؤكد موقف مصر الساعي لوحدة واستقرار ليبيا..ويشدد على دعم خيارات الشعب السوداني
شهد الأسبوع الرئاسي الماضي نشاطا مكثفا، حيث تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرحلة النهائية لأعمال كوبري تحيا مصر "محور روض الفرج"، والذي يُعد جزءًا من محور الزعفرانة – مطروح ومحور الضبعة، وامتدادًا للمحور الرابط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسئولين.
العاصمة الإدارية
كما كلف الرئيس السيسي باستمرار المتابعة الدورية لمختلف الأعمال الإنشائية والمشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مختلف أنحاء الجمهورية، وصولًا للانتهاء منها وفقًا للجداول الزمنية المحددة، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة ووفق أحدث النظم التكنولوجية في هذا المجال.
جاء ذلك اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والتنمية المحلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ورئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، ونائب وزير المالية للخزانة العامة، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومدير إدارة النظم والمعلومات للقوات المسلحة.
وتناول الاجتماع، استعراض خطة الحكومة لنقل الوزارات ومختلف أجهزة ومؤسسات الدولة للعاصمة الإدارية الجديدة، فضلًا عن الموقف التنفيذي للمشروعات الجاري تنفيذها في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك المشروعات القومية الكبرى على مستوى الجمهورية.
كما وجه الرئيس بأن يكون انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة بمثابة تطوير الجهاز الإداري بالدولة بشكل شامل ومفهوم جديد مغاير للوضع الحالي، بما يفتح آفاق النهوض بذلك الجهاز، وذلك أيضًا من خلال تأهيل العاملين وتدريب الكوادر الحكومية على استخدام الأساليب العلمية الحديثة في الإدارة، بما يساهم في التحول إلى الحكومة الذكية وبدء عصر جديد من توفير الخدمات الحكومية المتميزة للمواطنين، وذلك في الإطار العام من تنمية وبناء الدولة المصرية الحديثة.
"خليفة حفتر"
كما استقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية المشير "خليفة حفتر" القائد العام للقوات المسلحة الليبية، حيث تم بحث تطورات ومستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وحرص مصر على وحدة واستقرار وأمن ليبيا.
وأكد الرئيس خلال اللقاء دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية، وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات تلبية لطموحات الشعب الليبي العظيم.
كما استقبل الرئيس السيسي جوا جوميز كرافينهو وزير دفاع جمهورية البرتغال، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسفيرة جمهورية البرتغال بالقاهرة.
وطلب الرئيس نقل تحياته للرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا، مؤكدًا متانة العلاقات التي تربط بين البلدين، ومشيدًا بما تشهده من تطورات خاصة خلال الفترة الأخيرة، وهو ما عكسته الزيارات واللقاءات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين، ومنها زيارة الرئيس للبرتغال في عام 2016، وزيارة الرئيس البرتغالي للقاهرة في أبريل عام 2018، فضلًا عن لقائهما الأخير في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018.
وأعرب الرئيس عن حرص مصر على استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين الصديقين، ودفع أوجه التعاون المشترك.
وشهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز التعاون الثنائي العسكري بين البلدين، بما في ذلك التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات، كما تم استعراض عدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.
وأوضح الرئيس الأعباء التي تتحملها مصر وما حققته من نجاحات في التعامل مع هاتين الظاهرتين، فضلًا عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها، وذلك بالتوازي مع جهودها لدفع جهود التنمية والإصلاح الاقتصادي.
وأكد ضرورة معالجة الجذور الرئيسية للإرهاب والهجرة غير الشرعية، من خلال التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها فضلًا عن دفع جهود التنمية في منطقة جنوب المتوسط ودول القارة الأفريقية.
أنجيلا ميركل
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وشهد الاتصال استعراض عدد من الملفات الإقليمية وفى مقدمتها الوضع في ليبيا، حيث أكدت المستشارة "ميركل" حرصها على الاستماع إلى رؤية الرئيس فيما يخص التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، وذلك في ضوء دور مصر الفاعل في المنطقة وكذلك رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأكد الرئيس موقف مصر الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة التي باتت تمثل تهديدًا ليس فقط على ليبيا بل أيضًا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها، وهي الجهود التي تساهم في تلبية طموحات الشعب الليبي الشقيق في عودة الاستقرار وبدء عملية التنمية الشاملة في شتى ربوع الأراضي الليبية.
وأوضحت المستشارة "ميركل" تمسك بلادها بالحل السياسي في ليبيا في إطار الحوار، واتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية للعمل على سرعة إنهاء الأزمة الليبية بما يساهم في وقف تدهور الوضع وتدارك خطورته.
السودان
كما تم التطرق إلى تطورات الأوضاع في السودان، حيث أكد الرئيس أن مصر تتابع باهتمام وعن قرب تطورات الأوضاع هناك، على خلفية الارتباط التاريخي بين البلدين ومن منطلق أهمية السودان في نطاقها الإقليمي والدولي.
وأشار الرئيس إلى دعم مصر لخيارات الشعب السوداني الشقيق استنادًا إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادته وعدم التدخل في شئونه الداخلية، مشددًا على أهمية تكاتف الجهود الدولية لمساعدة السودان على الخروج من أزمته والحفاظ على استقراره وأمنه لما فيه صالح الشعب السوداني.
وتناول الاتصال كذلك بحث بعض الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، في ضوء المستوى المتنامي لتلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة، حيث أكدت "ميركل" حرص ألمانيا على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لمواصلة العمل على دفع العلاقات المتميزة بين البلدين وتطويرها على شتى الأصعدة.
كنيسة نوتردام
وقال الرئيس السيسي إنه تلقى بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام الفرنسية، مشيرا إلى أن فقدان ذلك الأثر الإنسانى العظيم خسارة فادحة لكل البشرية.
وأعلن الرئيس تضامنه والشعب المصرى مع الأصدقاء في دولة فرنسا، متمنيًا تدارك آثار هذه اللحظة الإنسانية بالغة التأثير بأسرع ما يُمكن.
صناعة الغزل والنسيج
كما قد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، وذلك بمشاركة كلٍ من اللواء كامل هلال مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، ورؤساء مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة ماكينات الغزل والنسيج.
وأوضح الرئيس خلال الاجتماع عزم الدولة على تطوير مصانع قطاع الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام، من خلال تحديث الآلات والمعدات بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، وبالتوازي مع رفع كفاءة المعدات الحالية بتلك المصانع، وذلك وفق أفضل العروض الفنية والتمويلية، والتي تشتمل أيضًا على الدعم الفني والتدريب.
وأشاد رؤساء الشركات الأجنبية المصنعة لماكينات الغزل والنسيج بخطة الدولة المصرية الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج لإعادتها إلى سابق عهدها، والتي تأتي في إطار التوجه التنموي الشامل الذي تنتهجه البلاد، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، خاصةً أن صناعة الغزل والنسيج تعد من الصناعات كثيفة العمالة، فضلًا عما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في إنتاج القطن على مستوى العالم في ظل ما يحظى به من جودة وسمعة متميزة في الأسواق الدولية.
قطاع الأعمال العام
كما اجتمع الرئيس السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي، وهشام توفيق، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وذلك بمشاركة كل من رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، وعدد من المسئولين بوزارة قطاع الأعمال العام، ومستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.
وشهد الاجتماع استعراض الوزير هشام توفيق لخطة استغلال الأصول التي تمتلكها شركات قطاع الأعمال العام والبدائل المتاحة في هذا الشأن، خاصةً شركات الغزل والنسيج، وذلك بهدف توفير التمويل اللازم لتنفيذ أهداف الوزارة لتطوير الصناعة في تلك الشركات.
وشدد الرئيس على أهمية وقيمة قطاع الأعمال العام في المساهمة في عملية التنمية الشاملة بما يمتلكه من أصول عديدة ومتنوعة على مستوى الجمهورية، وذلك في ظل ثوابت أساسية ترتكز على صون المال العام، وحسن إدارة الأصول المملوكة للدولة لتعظيم المردود الناتج منها لصالح الاقتصاد الوطني.
وكلف الرئيس بمواصلة جهود تطوير شركات قطاع الأعمال العام، وتحديث الآلات والمعدات، وميكنة إجراءات العمل، فضلًا عن التركيز على الاستثمار في الطاقة البشرية وتأهيل وتدريب العنصر البشري من خلال رفع كفاءة العاملين ومهاراتهم.
كما كلف الرئيس السيسي، وزارة الصحة بعلاج الطفلة حنين محمد عبدالعزيز بالصف الأول الإعدادى والتي تعانى من غيبوبة تامة وذلك على نفقة الدولة مع توفير كافة الرعاية الطبية اللازمة لها.
كما شهد الرئيس السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إجراءات الاصطفاف وتفتيش الحرب ورفع الكفاءة القتالية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بعد تطويرها ورفع كفاءتها القتالية والفنية، والتي تم تسليحها بأحدث الأسلحة والمعدات في كافة التخصصات بما يمكنها من تنفيذ كل ما تكلف به من مهام تحت مختلف الظروف، وذلك بالتزامن مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بأعياد تحرير سيناء.
كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي، ووزراء المالية، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحافظ بورسعيد، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، ونائب وزير المالية للخزانة العامة.
وتناول الاجتماع متابعة ومراجعة الإجراءات والخطوات التنفيذية للمرحلة الأولى من مشروع منظومة التأمين الصحي الشامل والتي تشمل محافظة بورسعيد.
وكلف الرئيس بالانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالمرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل، في إطار حرص الدولة على بدء مرحلة جديدة من تقديم الخدمات الصحية بمختلف أنواعها لكل المواطنين وبجودة عالية وفقًا للمعايير الدولية، مع ضمان استدامة تلك الخدمات سواء من حيث الجودة وثبات التدفقات التمويلية اللازمة وجاهزية القدرات والأطقم البشرية والمنشآت الصحية.
كما اجتمع الرئيس السيسي مع رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة والسكان، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية.
وتناول الاجتماع استعراض الموقف بشأن المشروع القومي لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، ووجه الرئيس بتنفيذ مشروع تجميع وتصنيع مشتقات البلازما وفقًا لأعلى المواصفات القياسية العالمية، وبما يساهم في امتلاك القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الدولة، ووضع آلية فعّالة لاستدامة تزويده بمستلزمات الإنتاج اللازمة على مدار العام.
كما استقبل الرئيس السيسي، الدكتور عصام بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وسفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة.
رسالة للرئيس
وسلّم عصام بن سعيد رسالة للرئيس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي تضمنت تأكيد متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص المملكة على تعزيز أطر التعاون الإستراتيجي بين البلدين على مختلف الأصعدة، ومواصلة مسيرة العمل المشترك والتنسيق المكثف مع مصر إزاء القضايا الإقليمية والدولية المختلفة.
العلاقات المصرية - السعودية
وطلب الرئيس نقل تحياته إلى شقيقه العاهل السعودي، مؤكدًا الطابع الخاص والإستراتيجي الذي تتسم بها العلاقات المصرية السعودية لما تمثله من نموذج وركيزة لاستقرار المنطقة العربية، لاسيما في ضوء الظرف الدقيق الذي تمر به الدول العربية والتحديات المختلفة التي تواجهها.
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لاستمرار تطوير آفاق التعاون الجاد والتشاور البناء بين البلدين في مختلف المجالات، واستثماره في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة للشعبين المصري والسعودي، وكذا تدعيم أواصر التضامن العربي.