أسبوع رئاسي حافل.. قمة «مصرية - أردنية- عراقية».. زيارة إستراتيجية لولي عهد أبو ظبي.. السيسي يؤكد أهمية زيادة الاستثمارات السويسرية بمصر.. ويستقبل رئيس بلغاريا ووزير دفاع الصين
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا كبيرا، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، وأكد الرئيس السيسي التزام الدولة بتعزيز الشراكة مع البرنامج في هذا الإطار، خاصةً فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي، ودعم صغار المزارعين، وكذلك دعم البرنامج الوطني للتغذية المدرسية، والذي يعد أحد أنجح المشروعات التي تنفذها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في مصر، باعتباره يحقق الأمن الغذائي والصحي للطلاب، علاوة على أبعاده الاجتماعية والاقتصادية.
كما أكد الرئيس مساندة مصر لأولويات عمل برنامج الغذاء العالمي من أجل توسيع وتعزيز مجالات نشاطه في الدول النامية، لاسيما في أفريقيا والشرق الأوسط، عبر تنفيذ مشروعات ذات عائد اقتصادي وتنموي، بما يسهم في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وإنهاء الجوع والفقر في العالم، معربًا عن استعداد مصر لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لتعزيز دور المكتب الإقليمي للبرنامج في القاهرة.
رئيس وزراء العراق
كما استقبل الرئيس السيسي، رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي بقصر الاتحادية، وتم عقد جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن التقدير لاختيار رئيس الوزراء العراقي أن تكون مصر أولى زياراته خارجية بما يؤكد المكانة الكبيرة لمصر لدى الجانب العراقي، مؤكدًا بالمقابل دعم مصر للحكومة العراقية الجديدة والأهمية التي توليها لعلاقاتها مع العراق، والحرص على تطويرها في مختلف المجالات.
موقف مصر الثابت
وأكد الرئيس موقف مصر الثابت من العراق والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية، كما وجه الرئيس التهنئة على الانتصارات التي حققتها القيادة والجيش العراقي، لطرد التنظيمات الإرهابية من الأراضي العراقية، ونجاح العمليات العسكرية في استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها في المحافظات العراقية، بما يمهد الطريق لاستقرار العراق وعودته للقيام بدوره الفاعل في محيطه العربي، ليكون أحد عوامل الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي في المنطقة، وبما يساهم في تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية، في ظل الأزمات الإقليمية التي تواجه الأمة في الوقت الراهن.
قمة ثلاثية
كما عقدت قمة ثلاثية بين الرئيس السيسي، وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي.
وتناولت القمة استعراض سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث في إطار العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمعهم.
وصدر عن القمة بيان ختامي مشترك جاء كالتالي:
1. عقدت في القاهرة في 24 مارس 2019 قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية ضمت الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وعادل عبد المهدي رئيس وزراء جمهورية العراق، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث.
2. ثمن القادة العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم، مؤكدين أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق في مختلف المجالات، في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومي العربي.
3. استعرض القادة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الإستراتيجي فيما بينهم ومع سائر الأشقاء العرب لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وأعربوا عن التطلع لأن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
4. كما أكد القادة أهمية مكافحة الإرهاب بكافة صوره، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا، مؤكدين دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية، التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
5. أكد القادة أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية، التي تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل في شئونها الداخلية.
6. ناقش القادة عددا من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم.
7. اتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي، وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة.
8. كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاث، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي، كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.
وزير الخارجية السويسري
كما استقبل الرئيس السيسي، وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، فضلًا عن التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما أشار الرئيس إلى التطورات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة والنجاحات التي حققها برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، لافتا إلى أهمية العمل على زيادة الاستثمارات السويسرية في مصر، فضلًا عن أهمية زيادة حجم التبادل التجاري، في ضوء ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذي من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من مجالات التعاون المشترك، ومن بينها المجال الثقافي، وحماية التراث الثقافي، في ضوء حرص مصر على استعادة الآثار المصرية التي خرجت منها بطرق غير مشروعة.
أمين عام منظمة السياحة العالمية
كما استقبل الرئيس السيسي زوراب بولوليكاشفيلى، أمين عام منظمة السياحة العالمية، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة.
وقدم أمين عام منظمة السياحة العالمية خلال اللقاء درع المنظمة للرئيس السيسي، تقديرًا لدعم الرئيس الفعال للقطاع السياحي من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة في مصر، بما يساهم في تحقيق إستراتيجية 2030 للتنمية المستدامة.
ورحب الرئيس بزيارة أمين عام المنظمة، مشيرًا إلى جهود مصر لتطوير منظومة السياحة، من خلال الإصلاح المؤسسي على مستوى كافة القطاعات، وكذا تدريب وتأهيل العاملين في القطاع السياحي، مشيدًا بالدور الذي تضطلع به منظمة السياحة العالمية لدعم القطاع السياحي في العالم والارتقاء به على المستويين الدولي والإقليمي.
وأكد السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمة لتنشيط السياحة باعتبارها إحدى الدعائم الحيوية للاقتصاد المصري، مبرزًا اهتمام مصر بالاستغلال الأمثل للمقاصد السياحية وتنويعها وزيادة مستوى تنافسيتها، بما في ذلك سياحة المؤتمرات من خلال استضافة العديد من الفعاليات الدولية في شتى المجالات خلال الفترة الماضية ونسب المشاركة المرتفعة فيها، بما يعكس الثقة في قدرات مصر التنظيمية.
وزير دفاع الصين
كما استقبل الرئيس السيسي الفريق أول وي فنج هه وزير دفاع جمهورية الصين الشعبية، وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح الرئيس دعم مصر لمبادرة الصين "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدًا أنها تتكامل مع جهود مصر التنموية وجذب الاستثمار، وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجاري تشييدها في أنحاء الجمهورية وفى مقدمتها محور تنمية قناة السويس الذي يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية، وموانى على البحرين الأحمر والمتوسط.
وأشار إلى ما قامت به مصر من طفرة في مجال إنتاج الطاقة بأنواعها المختلفة، وكذا شبكة الطرق، وازدواج الخط الملاحي لقناة السويس، وهى مشروعات في مجملها تعمل على سرعة وتسهيل حركة التجارة.
رئيس بلغاريا
كما استقبل الرئيس السيسي، والسيدة قرينته بقصر الاتحادية رومن راديف رئيس جمهورية بلغاريا والسيدة قرينته، وأعرب الرئيس السيسي عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي بينهما في ضوء الخطوات الإيجابية البناءة التي تمت مؤخرًا بين مصر وبلغاريا، والتي تجسدت في تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وإنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيريّ الخارجية البلدين لمتابعة علاقات التعاون، وتشكيل مجلس الأعمال المصري البلغاري المشترك لدعم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين.
كما تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، كما تباحث الرئيسان حول فرص تعزيز التعاون في مجال السياحة وسبل زيادة حركتها، وتطرقا أيضًا إلى سبل التعاون في مجالات الزراعة، والصناعة، والثقافة، والتعليم، والتعاون العسكري والأمني.
كما وجه الرئيس البلغاري الدعوة للرئيس لزيارة صوفيا، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، ووجه الرئيس الشكر للرئيس البلغاري على هذه الدعوة، معربًا عن حرصه على تلبيتها في المستقبل القريب.
ولي عهد أبو ظبي
كما استقبل الرئيس السيسي، بقصر رأس التين بالإسكندرية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وعقد الرئيس والشيخ محمد بن زايد لقاءً ثنائيًّا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
ورحب الرئيس الشيخ محمد بن زايد، مؤكدا المكانة العالية التي تحظى بها دولة الإمارات الشقيقة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في قلوب المصريين.
وأشاد الرئيس بالعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تعد نموذجًا يحتذى به بين الدول العربية، مؤكدًا الحرص على استمرار تطوير تلك العلاقات، بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين.
وأعرب محمد بن زايد خلال المباحثات عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى ما تحظى به من تقدير واحترام لدى القيادة والشعب الإماراتي، وأكد اهتمام الإمارات بعلاقاتها الإستراتيجية مع مصر، في ظل دورها المحوري في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتناولت المباحثات بين الجانبين سبل دفع التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، كما استعرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية، ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها.
اتفاقيات التعاون مع الإمارات
وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك في مجالات الإسكان والري والتجارة والصناعة.
كما اصطحب الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد في جولة تفقدية بمدينة العلمين الجديدة، شملت تفقد الأعمال الإنشائية في المدينة، بما تشمله من أبراج سكنية وسياحية ومناطق ترفيهية، وكورنيش بطول الشاطئ البالغ 14 كيلومترا، فضلًا عن ميناء عالمي لاستقبال اليخوت السياحية الأجنبية والمحلية.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن إعجابه بما شهده خلال الزيارة من إنجازات بمدينة العلمين الجديدة تحققت خلال فترة زمنية قياسية، وما تضمه من مشروعات تساهم في تحقيق التنمية الشاملة، مشيدًا في هذا الإطار بالرؤية العصرية لبناء المدينة ضمن سلسلة المدن الجديدة الجاري بناؤها على مستوى الجمهورية، وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستساهم في تحقيق طفرة تنموية وإدارية وتعد أساسًا قويًا لبناء مصر الحديثة.
وزار الرئيس وولي عهد أبو ظبي بعد ذلك متحف العلمين العسكري، والذي يمثل تخليدا لمعركة العلمين التي كانت السبب الرئيسي في نهاية الحرب العالمية الثانية، ويضم مجموعة من الأسلحة والمدرعات والطائرات التي استخدمت في معركة العلمين، كما يضم قاعات عرض للمقتنيات العسكرية وخرائط سير المعارك، فضلًا عن قاعة توضح دور مصر العسكري خلال الحقب التاريخية خاصة خلال الحرب العالمية الثانية.