لماذا تطارد ألمانيا المنظمات الخيرية الإخوانية؟..ترتبط بعلاقات وثيقة مع تيارات عنيفة وتكفيرية..تستغل مناخ الحريات للاستخفاف بالقوانين الأوروبية والالتفاف عليها.. وباحث: جمع التبرعات خلفه أهداف أخرى
تسابق ألمانيا الزمن لتضييق الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية، تطيح كل يوم بأذرع للتنظيم عمل على تقويتها منذ عقود مضت، وآخرهم فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، والسيطرة عليها يعني تعقب منشآت أخرى في الطريق، لتفكيك الشبكة الإخوانية المتطرفة.
لماذا الإغاثة الآن؟
ترى ألمانيا أن المنظمة، على صلة بشخصيات هامة داخل جماعة الإخوان، وهي التهمة التي تنفيها المنظمة حتى الآن، لتضمن لنفسها الاستمرار، بعدما اصبح الانتماء للإخوان سبة في أغلب بلدان العالم، إلا أن هذا النفي لم يجعل الشرطة الألمانية تتراجع عن حملة المداهمات والتفتيش التي شنتها في 9 ولايات، لرصد المنشآت التابعة لشبكة إسلامية متطرفة، على علاقة بحركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
وتملك سلطات التحقيق الألمانية، أدلة على دعم الإغاثة الإسلامية، وهي منظمة خيرية، تأسست سنة 1984 بمدينة برمنجهام شمال لندن ببريطانيا، وسيطر عليها الإخوان، وهناك أدلة تشير إلى جعمها لحركات مسلحة على شاكلة حماس، بجانب التعاون الوثيق مع جهات وهيئات متطرفة، مثل منظمة «أنصار إنترناشونال»، وسلفيين متطرفين، تحت عباءة المساعدات الإنسانية، وهو ما تراه السلطات الإلمانية استخفاف بقيمهم، ما يفقد هؤلاء المصداقية لاستكمال نشاطهم.
وطن مغتصب
يقاتل الإخوان للحفاظ على المؤسسات الإسلامية التي دشنوها منذ عقود في ألمانيا، لاستمرار مكاسبهم منها، وهي حيل تعتبرها قوى المجتمع المدني الرافضة لها، محاولة لكسب موطئ قدم في المجتمع، على أمل تحويل ألمانيا إلى دولة دينية على مقاس الإخوان، كل شيء فيها يخضع لنظرية المؤامرة.
ويرى ناشطون أن أفكار الإخوان تتناقض تمامًا مع الواقع والقانون الألماني، خاصة أن تصرفاتها كانت دائما تفصل المسلمون الموالين لها، عن بقية المجتمع، بما سمح لهم في إقامة مجتمع موازي، تكون فيه القيم الغربية حراما، عبر فتاوى ما يسمى بالمركز الإسلامي بميونيخ، الذي يبثها على موقعه بالإنترنت، وتعتبرها السلطات الألمانية ذات توجه تبشيري متطرف.
أهداف أخرى
الدكتور طارق دحروج، الكاتب والباحث في شئون الجماعة، يرى أن الجمعيات والمنظمات الإخوانية، التي عملت على تدشنها خلال العقود الماضية، كانت تستهدف في المقام الأول جذب تعاطف الأوروبيين لأفكار الإخوان عبر تسويقها في إطار علمانى يستهدف الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن كان لديها هدف آخر، وهو جمع التبرعات العلنية للاستفادة من كل كبوة، يتعرض لها التيار الديني، وهو ما فهمته مؤخرا السلطات في أوروبا.
ويؤكد «دحروج» أن الكيانات التي تستحدثها الإخوان، بمثابة إطار يحاول حشد الجمعيات والمؤسسات المتعاطفة مع الجماعة، موضحا أنها لا يمكن اعتبارها كيانات موازية، بل هي أقرب إلى منتديات، لا هدف لها أكبر من كسب شرعية للإخوان والحركات المتحالفة لإحكام قبضتهم على مسلمى أوروبا في أقرب فرصة ممكنة.