عثمان ميرغني: تفكيك الإخوان وكشف أذرعها بالداخل والخارج من مصلحة السودان
قال عثمان ميرغني، الكاتب الصحفي والباحث: إن السودانيين أكثر خبرة فيما تعنيه دولة «الإخوان»، موضحا أنهم تعايشوا معها منذ ثلاثين عامًا، وعرفوا ما تعنيه من حيث الممارسة والتطبيق، لا الشعارات الفارغة.
وأوضح ميرغني، أن السودانيين دفعوا ثمنًا غاليًا لكي يكتشفوا مخبر الحركة الإسلامية، وراقبوا كيف أنها تمكنت خلال ثلاثين عامًا من الحكم المتلون والشرس من بناء دولتها العميقة، التي سيستغرق تفكيكها وقتًا وجهدًا وتبصرًا، مردفا: «من لدغته حية يخاف من الحبل».
وأشار الكاتب إلى أن السودانيون لُدغوا من «الإخوان» في انقلاب عام 1989، الذي راوغ بمكر لإخفاء حقيقته الإخوانية، وخدع الناس بلعبة اذهب إلى القصر رئيسًا، وأذهب أنا إلى السجن حبيسًا التي بمقتضاها ذهب حسن الترابي إلى السجن مع بقية القيادات السياسية التي اعتقلت بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي، بينما ذهب عمر البشير إلى سدة الحكم رئيسًا قبل أن يكشف عن هويته الإخوانية بعد أن تمكن النظام من مقاليد السلطة.
وأوضح أن مسئولي الحركة الإسلاموية اخترقوا المؤسسة العسكرية والشرطة، وفرضوا سيطرتهم على جهاز الأمن الذي سخّروه تمامًا لخدمة مصالحهم وحماية نظامهم، وحولوه إلى جهاز للبطش وإرهاب الشعب، بممارسة التعذيب في بيوت الأشباح والمقار الرسمية، ولم يكتفوا بذلك، بل أنشأوا ميليشياتهم وكتائب الظل من الدفاع الشعبي إلى الأمن الشعبي والطلابي؛ لتكون أجهزة بطش وقوات عقائدية موازية للقوات النظامية.
وأشار "ميرغني"، إلى أن مصلحة السودان، بل المنطقة كلها، أن يتمكن السودانيون من تفكيك دولة «الإخوان» العميقة، ويكشفوا كل مفاصلها، وأذرعها وامتداداتها بميليشيات الظل التي شكلتها، والشركات الواجهة التي أقامتها، وشباكها التي نشرتها في الداخل والخارج.