رئيس التحرير
عصام كامل

الفاسدون يكرهون الصحافة!!


لم يعد خط الصعيد بكل إجرامه وسطوته سببا لفزع المسئولين في مصر.. وكذلك لم يعد تنظيم داعش الإرهابى ببشاعة أساليبه في قتل الأبرياء سببا لخوف المسئولين.. بقدر ما تحولت الصحافة الحرة والحقيقية التي تكشف الحقائق، وتعرى سوءات الفاسدين إلى "البعبع" الذي يكرهه المسئولون في مصر، والذي يفوق قدرة الغول والعنقاء على تخويفهم وإثارة فزعهم وتقليب المواجع عليهم، واستجلاب كراهيتهم.


وكلما كان المسئول فاسدا ودهاليزه واعرة، وارتباطه وعلاقته بالفساد والإفساد ضاربة بجذورها في الأعماق، زادت درجة كراهية المسئول للصحافة، فالمسئولون الفاسدون فقط هم من يكرهون الصحافة الحقيقية النزيهة التي كشفت بالأرقام والمستندات حجم الفساد في مستشفى 57357، وكيف تذهب ١٦٪ فقط من أموال التبرعات للمرضى.. والباقي مكافآت وحوافز وأشياء أخرى!

والصحافة التي يكرهونها اليوم هي نفسها الصحافة التي سبق أن فضحت مكائد إخوان الشياطين وأعوانهم فيما يدبرونه لمصر وأهلها، وهي التي شحذت همم الجماهير على كل أرض مصر من أدناها إلى أقصاها لرفض حكم الإخوان وكشف وجههم القبيح.. وهى نفس الصحافة التي سبق أن كشفت أسرار نواب الكيف في البرلمان، وزملائهم نواب القروض، ونزعت النقاب عن فضيحة نواب سميحة، وحاسبت بعض النواب والمسئولين الذين استغلوا أموال الشعب وميزانية العلاج في البرلمان لإجراء عمليات تجميل لزوجات بعضهم من جيوب المصريبن دافعى الضرائب (في العهود الماضية).

الصحافة المحترمة هي صوت الشعب، وجندى الحق ولسان حال الوطن...لا يخشاها إلا فاسد ولا يتجاهلها إلا أحمق... ولا يسعى لتكميم صوتها إلا كل مسئول يخشى أن تكشف عنه ما يكره، وكلما كان المسئول نزيها واثقا في حسن عمله كلما قرب إليه الصحفيون الشرفاء ليكونوا له عونا وعينا وفكرا ورأيا، أما اليوم فنحن نعيش زمن المسئولين الذين لا يعرفون عن دور الصحافة سوى التمجيد والتطبيل وأحلام سيادتك أوامر يا فندم.. ويا ويله الصحفي اللي يكتب عن خطأ أو يكشف فساد في وزارة.. يبقي عدو وناكر للإنجازات.. ولابس نضارة سودا... ومش بعيد كمان يلاقي نفسه متهم بتكدير الأمن والسلم العام..

الله يرحم زمان لما كان كبار الصحفيين هم أهل الرأي والفكر والمشورة وبوصلة الحاكم ومرآة الشعب. ولنا في عمالقة الصحافة "محمد حسنين هيكل" "وموسى صبرى" أقرب المقربين للزعيمين جمال عبد الناصر وأنور السادات أسوة حسنة.
الجريدة الرسمية