صهينة العرب!!
ترامب ليس رئيسا معتوها أو مجنونا أو مهووسا، هو رئيس لدولة يسيطر عليها اللوبي الصهيونى، ويعرف أن العرب كل العرب فقدوا القدرة على الاستقلال أو الدفاع عن حقوقهم، العرب في عرف ولايات الشر الأمريكي ليسوا إلا خزانا للبترول، ليس لديهم القدرة على الحياة دون الاعتماد على الدعم الأمريكي لمعظم السلطات العربية الحاكمة، معظم حكام المنطقة يستمدون وجودهم من واشنطن..لا شعوب ولا رأى عام ولا دياولو!!
قدم ترامب القدس للكيان المحتل هدية دون أن يرى عاصمة واحدة تغلى شعبيا، ودون أن يرى سلطة تستدعي سفير واشنطن، أو تعلن قطع علاقاتها، وكيف يقطعونها مع من بيده الأمر والنهي، وبقاؤهم مجرد خيط في يد العاصمة الأمريكية، ثم تمادي في غيه وقدم الجولان السورية لنفس الكيان الصهيونى دون أن نرى عاصمة واحدة تعلن قطع علاقتها بواشنطن، أو حتى تستدعى سفيرها للتشاور.
الدبلوماسية العربية اكتفت بالتنديد والرفض دون اتخاذ خطوات أبعد من ذلك، والدبلوماسية العربية يحكمها منطق الأنا، فكل دولة أغلقت على نفسها باب الجهاد أو الاجتهاد، وفضل الجميع رفع شعارات لا تغنى ولاتسمن من جوع، صمت العرب شعبيا يأتي ضمن سلسلة فقد الانتماء والإحساس بالعجز وإخصاء الشعوب، ترى ذلك بوضوح ودون لبس عندما ترفض دول بعينها مقاطعة العدو الصهيوني في اجتماع معلن بل وتنادى بالتطبيع!!
ما الذي يجعل ترامب يرفض هدية العرب واستكانتهم وخضوعهم ورضائهم بالبقاء على كراسي الحكم إن كان الثمن أرضا وعرضا وأوطانا عربية أصبحت أكثر صهينة من بنى صهيون أنفسهم؟ ما الذي يدفع ترامب للتراجع أو التفكير مليا مادام الجميع يرهن نفسه تحت أقدام العهر الأمريكي، راضيا بدفع الثمن، حتى لو كانت القدس أو الجولان، وربما تأتى في الطريق مساحات من أوطان عربية أخرى؟
لا شيء يفرض على الإدارة الأمريكية أن تفكر في خسائر نتيجة تقديم الأراضي العربية عربونا للوبى الصهيونى في واشنطن، لا مقاطعة ولا غضب ولا رفض..لا شيء يدفع ترامب وزمرته لوضع حسابات دقيقة لقرار العطايا الأمريكية للغاصب المحتل نتنياهو وحكومته القائمة على الغصب والاحتلال، وفرض الأمر بالقوة، في زمن أصبح فيه العرب مجرد مطايا وشعوبهم تحاصرها قضبان السجون ومدافع السلطان.