فضيحة بي بي سي!!
عبرت شبكة "بي بي سي" البريطانية الحكومية عن مجزرة المسجدين بعملية القتل الجماعى، رافضة استخدام مصطلح "عمل إرهابي"، وهو الأمر الذي يتسق وموقف عنصرى متجذر انتقدته أقلام غربية قبل أن تناله أقلام عربية أو إسلامية حول الموقف البريطانى الذي تعبر عنه أهم وسيلة إعلامية تديرها الدولة، وتنفق عليها من الضرائب التي تجمعها من مواطنيها مما يعنى أن هذا هو موقف الشعب البريطاني.
موقف "بي بي سي" من مذبحة وصفتها معظم وسائل الإعلام بل والحكومات في الغالبية العظمى من دول العالم بالعمل الإرهابى المتوحش، حتى "دونالد ترامب" -الذي قال عنه مرتكب الجريمة النكراء أنه مثله الأعلى- أدان هذا العمل ووصفه بالإرهابي.. موقف "بي بي سي" موقف دال على حالة الفصام التي تعيشها بعض العواصم الأوروبية الداعمة للإرهاب منذ سنوات طويلة حاولت خلالها مصر من خلال أدواتها الدبلوماسية أن تعقد مؤتمرا دوليا لتعريف الإرهاب، غير أن هذه العواصم قاومت ولا تزال تقاوم فكرة التحديد والتعريف حتى لا تقع تحت طائلة دعم الإرهاب.
منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى تاريخه تتبنى مصر إستراتيجية واضحة للحرب على الإرهاب، وفي الوقت الذي كانت فيه القاهرة تكتوي بنيران الإرهاب الأسود كانت لندن ملاذا آمنا ومعها واشنطن لقادة الأفكار الإرهابية، وكأننا نؤذن في مالطا، حتى وصلت نيران الإرهاب إلى ديارهم ومع ذلك لا زالوا في طغيانهم يعمهون، خصوصا وأن كافة التيارات الظلامية الناشئة تحظى بدعم وتويل عواصم معروفة بعينها، بل وتستخدم لضرب استقرار الشرق الأوسط ليبقى دوما يدور في حلبة صراع لا ينتهى.
الموقف البريطانى يكيل بمكيالين، يصف عمليات بعينها تقع على أرضه بالإرهاب الأسود ويتعاطى مع عمليات أكثر ضراوة مثل مذبحة المسجدين بشكل يغذي نار الحقد والكراهية، وهو موقف لا يمكن السكوت عليه، ويكفى أن الذين فضحوا الـ "بى بى سى" هم مواطنون وكتاب أوروبيون، ويكفى أن رئيسة وزراء نيوزيلندا نفسها أدانت العمل واصفة إياه بالجريمة الإرهابية مؤكدة أنه أسود يوم في تاريخ بلادها.
شيزوفرينيا الموقف البريطانى تتعدى صداها حدود إنجلترا إلى ما هو أبعد من ذلك، وتزيد من الضغائن، وتزكى نار الفتنة بين الشرق والغرب، وتغذى نار الحقد، وتبرر الأعمال الإرهابية التي لم تعد تعرف حدودا ولا عواصم ولا أديانا بعينها.