الباغوز.. دفن أسرار تنظيم «داعش» في مدينة الأشباح
على طرقات ومباني آخر بقعة استعادتها قوات سوريا الديمقراطية من "داعش" تنتشر الجثث والألغام، بعدما حاول التنظيم فعل ما في وسعه للحفاظ على مدينة الباغوز شرق سوريا.
قوات قسد
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة انتصارها على "داعش" السبت الماضى في القرية النائية، بعد أن اختزلت دولتهم المزعومة إلى معسكر شبحي على ضفاف النهر.
وتنتشر في الطرقات الشاحنات التالفة التي تظهر عليها آثار الرصاص والسيارات المحترقة وأغطية الخيام المتهتكة والتي استخدمت لتغطية مساكنهم تحت الأرض.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت استسلام عشرات عناصر لتنظيم "داعش" خرجوا من الأنفاق والكهوف في الباغوز.
وأكد جياكر أزاد، القيادي في "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية والمدعومة أمريكيا،استسلام من 60 إلى 90 مسلحا لمقاتلي "قسد".
المأساة الحقيقية
وتتجلى المأساة الحقيقية بمصير المدنيين الذين كانوا محاصرين في الباغوز، وحجم النيران التي صبت عليهم، دون وجود من يحميهم، فقد تجمعت العوائل في مخيم الباغوز، وهو عبارة عن بطانيات على شكل خيم وحفر يختبؤون فيها، وتبين الصور التي رشحت أن القصف طال المخيم وقتل فيه العشرات، كما شوهدت أشلاء الضحايا من النساء والأطفال وجثث مقاتلي التنظيم.
وخلال لأشهر الماضية، أنشئت ممرات آمنة لخروج المدنيين واستسلام مقاتلي التنظيم، وخرج آلاف من المقاتلين وعوائلهم، ليتم اقتياد المقاتلين إلى معتقلات خاصة، والمدنيين إلى مخيم الهول الذي يعيش فيه ما يقارب 70 ألف نسمة في ظروف اعتقال وأحوال إنسانية غاية في السوء.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، فقد لقي 28 طفلا في المخيم حتفهم، وهذا الأمر ينعكس على كافة جوانب المعيشة في المخيم.
مصير داعش
وطويت الصفحة الأخيرة من تنظيم "داعش" في الباغوز، بمشاركة عسكرية لأكثر من 70 دولة وآلاف المقاتلين، ودفنت معه حقائق وأسرار كثيرة، أبرزها طبيعة الخطوة القادمة له في المنطقة بعد هروب معظم قادته وعلى رأسهم خليفتهم أبو بكر البغدادي.