اليهود في بولندا.. جالية تنحاز لأصحاب الوطن ضد إسرائيل
لا زالت إسرائيل تتحمل عواقب زلة لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشان بولندا واتهامها بدعم الهولوكوست، حيث اعتقد نتنياهو في البداية أنه موقف وسيمر مرور الكرام، لكن الأزمة تتصاعد كل يوم بل وتؤثر حتى على الجالية اليهودية في بولندا.
الجالية اليهودية
التصعيد دفع الجالية اليهودية للدخول على خط الأزمة بل اللافت أنها ساندت الجانب البولندي موجهة سهام نقدها تجاه إسرائيل، ووجه رؤساء الجالية اليهودية في بولندا، انتقادات لاذعة للتصريحات التي أدلى بها القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مؤكدين أن هذه التصريحات تُسيء لهم أيضا، لأنهم جزء من المجتمع البولندي.
وكتب الحاخام الرئيسي لبولندا ميخائيل شودريخ، ورئيسة الجاليات اليهودية مونيكا كرافتشيك، في بيان أصدره أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق شامير، التي اقتبسها القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم، لم تكن صحيحة حين قالها شمير قبل 30 عامًا، ولم تكن صحيحة الآن.
اختيار الكلمات
من جانبها، دعت اللجنة اليهودية الأمريكية، المسؤولين في إسرائيل وبولندا، إلى اختيار كلماتهم بعناية، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة بين البلدين.
والأزمة بين بولندا وإسرائيل ليست جديدة، فهي تتكرر كل بضعة سنوات، على ذات الموضوع، ففي الوقت الذي تتهرب وارسو دائما من تهمة التعاون مع النازيين ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، تعود إسرائيل على عدم براءة البولنديين من ذلك.
ويعود تاريخ الجالية اليهودية في بولندا إلى أكثر من 800 سنة، لعدة قرون، حيث كانت بولندا موطنا لأكبر تجمع يهودي في العالم، بدأ الاستيطان اليهودي في بولندا في القرن العاشر، لكن منذ نهاية القرن الحادي عشر، فر العديد من اليهود شرقًا على خلفية تداعيات الحروب الصليبية، وفي الوقت الحالي غير معروف عددهم بالتحديد ولكن يشكلون قوة لا يستهان بها في بولندا.
وبالعودة إلى أول القصة فإنها بدأت منذ الأسبوع الماضي، حينما استضافت بولندا، مع الولايات المتحدة، مؤتمرًا حول الشرق الأوسط جلس فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع القادة العرب الذين لا تقيم دولهم علاقات مع إسرائيل، وناقشوا قضايا مهمة مثل الأمن الإقليمي وتقوية التحالف الدولي ضد إيران، وحتى هذه النقطة كانت الأمور تسير على نحو جيد بالنسبة إلى إسرائيل، لكن بعد أن صدرت تصريحات عن نتنياهو حول الهولوكوست، غضبت بولندا.
بوادر الغضب الدبلوماسي
وبعد تصريحات نتنياهو بدأت بوادر الغضب الدبلوماسي تعلو على السطح حينما كشفت مصادر دبلوماسية لبولندا، أن ممثلها لن يحضر قمة فينجراد بين إسرائيل ودول أوروبية في تل أبيب، أعقب ذلك أيضًا هجوم سفير بولندا في إسرائيل مارك مجيروفسكي، ضد القائم بأعمال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس بعد أن اقتبس كاتس في مقابلة معه أقوال رئيس الحكومة الراحل إسحاق شمير، الذي قال: "على البولنديين أن يتخلصوا من معاداة السامية التي رضعوها عبر حليب أمهاتهم".
وكشف الإعلام الإسرائيلي أن الأزمة بين بولندا وإسرائيل تتفاقم على خلفية التصريحات الأخيرة التي ربط فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بين بولندا والهولوكوست.
من جهة أخرى، أكد مكتب رئيس الحكومة البولندي، ماتيوش مورافيسكي الذي ألغى مشاركته في قمة لمجموعة فينجراد في إسرائيل، التي كان من المقرر عقدها أمس الثلاثاء، أن بولندا قد لا تشارك في القمة كليًا، فيما علق مكتب رئيس الحكومة البولندي، ميخائيل دفورتشيك على تصريحات كاتس التي زادت الطين بلة ووصفها بـ "المخجلة"، مضيفًا: "في ظل التصريحات، هناك تساؤلات كبيرة حول مشاركة ممثلين بولنديين في قمة فينجراد في إسرائيل".
إلغاء القمة
الأمر استمر في التصعيد إلى إلغاء القمة نفسها التي كان من المفترض تعقد في إسرائيل، وهى القمة التي كانت تعول إسرائيل عليها لتعزيز علاقاتها مع دول في الاتحاد الأوروبي، حيث عرضت إسرائيل أن تستضيفها لتجمع رؤساء وزراء مجموعة "فيشيجراد"، التي تضم أربع دول في أوروبا الوسطى "هي بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا".