رئيس التحرير
عصام كامل

«مال الله».. حكاية ثلاجة في شارع بحلوان لإطعام الفقراء (فيديو)

فيتو

اعتاد أشرف فايق فهيم، صاحب محل لقطع غيار بحلوان ورفقاؤه من أصحاب المحال المجاورة، أن يتناولوا الفطار سويا صباح كل يوم، وكان يحزنهم مشهد لأطفال وكبار بالسن يبحثون في صناديق القمامة عن طعام ليأكلوه فاعتادوا أن يتركوا ما تبقى من طعامهم لهؤلاء ليأكلوا طعاما نظيفا أفضل من الطعام الذي يبحثون عنه في صناديق القمامة حتى جاءتهم الفكرة ذات يوم: «لماذا لا نقوم بتوفير ثلاجة ونملؤها بالطعام الصالح للأكل ليكون من حق المحتاجين تناول طعام نظيف مثل باقى الناس؟!».


وعلى الفور، بدءوا في تنفيذ فكرتهم وقاموا بإعداد وجبات إفطار بصفة يومية ووضعها في هذه الثلاجة، ولاقت الفكرة إعجاب الناس واهتمامهم فمنهم من كان يجلب لهم وجبات للغداء ومنهم من يحضر طعاما للإفطار حتى يستطيع كل من هو جائع ولا يقدر على شراء الطعام أن يأخذ حاجته من الطعام ثم ينصرف.

الثلاجة يتوفر بها فاكهة وخضراوات و"ساندويتشات" وأحيانا لحوم، وأكد "أشرف" أنه وجيرانه من أصحاب المحال والعاملين بها يقومون بفرز الطعام الذي يأتى إليهم من المواطنين ليتأكدوا من أنه ليس فاسدا وأنه صالح للاستهلاك، وأنهم يبذلون مجهودا إضافيا من أجل استمرار هذا المشروع الخيرى بجانب عملهم الرئيسى.

رويدا حسين، واحدة من أهم القائمين على خدمة "ثلاجة الخير"، تهتم بتنظيم الطعام الذي يأتى إليها من قبل المتبرعين، حيث إنها تهتم بوضعه داخل أكياس أو علب صغيرة ونظيفة حتى يتم توزيعه على أكبر قدر من المحتاجين وتقوم على رصه داخل الثلاجة بشكل منظم، فيما أكدت واحدة من الجيران أن هذا المشروع نال إعجاب أناس كثيرين مما شجعهم على المساهمة فيها حيث ينزلون من منازلهم بعد الظهر ليضعوا في الثلاجة الطعام الذي أعدوه في بيوتهم، وهناك من يضع فيها كرتونة لبن وهناك من يضع فيها كرتونة مياه ويضعون فيها العصائر والموز والبرتقال.

ولم يخل هذا المشروع الخيري من مواجهة بعض الصعوبات حيث يشكو أشرف من أن هناك أناسا غير مستحقين يأتون لهم لمجرد أنه طعام مجانى ولا يضعون في اعتبارهم أن غيرهم أولى منهم. وأضاف أشرف معلقا على هذا: "الناس اللى سيبالنا أكل دى ناس سيبالنا أمانة ماينفعش مانهتمش بالأمانة أومانوصلهاش لصحابها".

على الجانب الآخر، روت رويدا حسين أحد المواقف المؤثرة التي أثارت دهشتها، عندما رأت فتاة تُخرج من صندوق طعامها نصف إفطارها الذي يوجد داخل هذا الصندوق فأخبرتها رويدا أن هذا الطعام المتبقى ربما لا يكفيكى فردت عليها أنه سيكفيها وأن الطعام الذي تبرعت به زائد عن حاجتها ولن تستفيد منه، وأنها تفضل أن يستفيد به شخص آخر ربما يحتاج لهذا الطعام أكثر منها.

وأعربت إحدى المارات عن سعادتها بهذا المشروع، متمنية أن تنتشر هذه الفكرة على مستوى مصر كلها وأن يساهم كل فرد فيها بالطعام الزائد عن احتياجه ويضعونه بشكل منظم داخل أوانٍ مخصصة للطعام في الثلاجة وتابعت: "إحنا عاملينها لله وخلاص.. ياريت اللى معاه يدى اللى معهوش ولازم نحس ببعضينا يعنى ويارب الخير يكتر وينتشر دائما".
الجريدة الرسمية