رئيس التحرير
عصام كامل

طلاء واجهات المباني.. بداية


قرار طلاء واجهات المباني واحد من قرارات مواجهة القبح الذي استشرى.. من يلاحظ ماذا جرى لبنايات مصر خلال العهود الماضية، سيرى مساحة من القبح والإزعاج البصري الذي لا يمكن تصوره.. بنايات تاريخية وأخرى شاهقة يسكنها علية القوم، ولسان حالها يستنطق الحجر، بسبب ما جرى لها من شيخوخة طالت كل ملامحها الجميلة، فأصبحنا وكأننا نعيش في قبور تغلفها الأتربة وتغطيها كل ألوان الفوضى.


أتأمل مباني على النيل لا أتصور أن سكانها تأملوها منذ سنوات.. أتأمل أحياء بكاملها وقد كساها كساد مزعج، وتلونت بكل صنوف الإهمال دون أن يلتفت إليها محافظ أو مسئول عن التنسيق الحضاري، أو حتى مواطن لا يزال يشعر داخله مسحة من الجمال.. هذا العبوس يثير في النفوس إحساسا بالكآبة، ويجعل القبح هو السيد، بل إن تعاملنا معه منذ سنوات أصبح وكأنه الأصل.

أتصور أن عملية طلاء واجهات البنايات تحتاج من الحكومة أن تأخذ قرارا جادا بإزالة كل ألوان القبح التي تمارسها الحكومة في بناياتها، ويكفى أن نشير إلى الأقفاص الحديدية والصفائح التي تستخدمها وزارة الداخلية لأكمنتها الثابتة والمتحركة.. قليل من الجمال يضيف إلى الحكومة هيبة!!
الجريدة الرسمية