الإمارات.. عاصمة الثراء في الاختلاف
بعد سنوات من الدماء التي سالت وأدمت الكرة الأرضية، وغلبة لغة الصدام الحضاري، التي تبنتها عواصم كبرى، أرادت أن تحقق من خلال مفهوم الصدام الحضاري مكتسبات أثبت الواقع أنها أوهام صاغتها عقول مريضة في فترة زمنية حالكة من تاريخ البشر، أصبح لزامًا على عقلاء البشرية أن يجتمعوا في مكان ما مؤهل لإدارة حوار من أجل أخوة إنسانية لا تقصي ولا تهمش ولا تلغي، فكانت الإمارات هي العاصمة التي أقدمت على فكرة الإسهام الحضاري بهذا الحوار الراقي.
من صرح "زايد" المؤسس، وبحضور القطبين الدينيين الكبيرين فضيلة الدكتور أحمد الطيب إمام الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبحضور أكثر من ٧٥ شخصية دينية وقداسا، يقام في مدينة زايد الرياضية أمام ١٣٥ ألف مقيم داخل الإمارات العربية، وفعاليات وورش عمل كلها تصب في الشعار الذي اختاره البابا عنوانا وغاية لزيارته «اجعلني أداة لسلامك» وذلك كله في إطار بناء علاقة إنسانية قائمة على الأخوة بعد عصور من الصدام الدامي.
٢٠١٩ هو عام التسامح بالإمارات التي ابتنت نموذجا-منذ قيام الدولة الحديثة على يد الأب المؤسس "زايد بن نهيان"- إنسانيا يرفض الإقصاء والتهميش ويبني جسورا من الحوار بين الأديان والثقافات، باعتبار الاختلاف ثراء حضاريا يمكن من خلاله بناء جسر مشترك بين الأديان التي جاءت من أجل رفعة الإنسان وتقدمه وتطوره.. خطوة أقدمت عليها دولة الإمارات يأمل العالم بأثره أن تؤتي ثمارها في كل بقاع الأرض.