عودة الأمريكي الدموي من جديد
لا أعرف من أين استقى وزير الخارجية الأمريكي معلوماته عندما تحدث من القاهرة عن الخير والسلام والأعمال الإنسانية التي تقودها بلاده في العالم؟
لا أظن أن الوزير كان بحاجة إلى كتب تاريخ تحكى له المآسي التي تسببت فيها بلاده في كل بقعة وصل إليها جيشهم أو دبلوماسيتهم أو خبراؤهم، ربما لا يتذكر الرجل ماذا حدث في فيتنام، وربما لا يعرف مأساة اليابانيين إلى الآن، وكارثة عراق العصر الأمريكي، وربما لا يعرف ماذا يحدث في الأرض المحتلة، وكوارث إنسانية أخرى لا تزال دماؤها جارية بين جنبات الكرة الأرضية.
المثير أن "مايكل بومبيو" بدا مصدقا نفسه وهو يتحدث عن مأساة جديدة تخطط لها بلاده لتقود العالم العربى إلى هوة الحرب السحيقة، صانعة عدوا جديدا وفتنة أشد وطأة بين السنة والشيعة، وتصوير أمر إيران على أنها عدو السلام والاستقرار، ومن ثم قيادة العرب إلى ناتو عربي من أجل مواجهة سنية- شيعية، لن تترك أخضر أو يابسا، إذا ما مضى القادة العرب كعادتهم في قطيع إلى مأساة الحرب الجديدة.