رئيس التحرير
عصام كامل

إلى السيد الرئيس


السيد الرئيس المصري الأصيل والوطني الحر عبد الفتاح السيسي. لا يستطيع أحد أن ينكر دورك العظيم الذي قمت به في الحفاظ على مصرنا الحبيبة، ولا دورك الإصلاحي في شتى المجالات، ودورك في بناء مصر ومحاربة الفساد الذي استشرى واستفحل على مدار عشرات السنين، واهتمامك بكل طوائف المجتمع وخاصة الشباب الذين هم مستقبل الوطن وقواعده التي يبنى عليها، ويشهد لك كل مواطن مخلص أمين محب لوطنه بنزاهتك وإخلاصك وتفانيك في أداء دورك الذي أقامك الله تعالى فيه، في الحفاظ على مصر وإصلاحها وعمارتها والنهوض بها.


ولكن سيادة الرئيس في الوقت الذي تبني فيه وتعمر وتجمع الشباب من حولك وتؤهلهم للقيادة وتحفزهم على العمل والإنتاج وبناء مصر الحديثة، هناك من يقف عقبة أمام مشاريع هؤلاء الشباب، ويقتل فيهم الطموح والأمل في غد أفضل، ويبعث في نفوسهم اليأس والإحباط ويدفع بهم إلى كراهية الوطن، وليس هذا فقط، بل يقتل فيهم الانتماء وحب الوطن ودفعهم للانحراف، وربما إلى التطرف والإرهاب أو الهجرة وترك البلاد.

واسمح لي سيادة الرئيس أن أعرض على سيادتكم نموذجا لشاب وُضعت أمام مشروعه الصغير العراقيل والمتاريس مما أدخل في نفسه اليأس من النجاح ومن صلاح حال البلد والشباب.. تخرج ابني صاحب المشكلة من كلية التجارة جامعة القاهرة، وساعدته في عمل مشروع صغير لتصنيع الملابس، مشروع بسيط، واستأجرت له شقة ومخزنا صغيرا في منطقة أرض اللواء ببولاق الدكرور، وهي من المناطق التي لم تركب فيها عدادات الكهرباء بمحافظة الجيزة، ويتم المحاسبة بما يسمى بالممارسة، وقمت بعمل كل الأوراق الرسمية للمشروع من سجل تجاري وبطاقة ضريبية وغيرها.

وبدأ ابني في المشروع وهو مشروع موسمي يعمل شهرين في موسم الصيف وشهر في موسم الشتاء، وإذ بالموظف الذي يحدد قيمة فاتورة الكهرباء يأتي ويضع قيمة استهلاك عالية جدا غير حقيقية ولا تتناسب مع حجم المشروع، وكل شهر المبلغ المطلوب الذي يحدده على كيفه يتزايد، ففي الشهر الأول كان ألفين جنيه، ثم تزايد إلى ثلاثة آلاف جنيه، وفي شهر يناير ارتفع إلى خمسة آلاف جنيه، وهو مطالب الآن بدفع عشرة آلاف جنيه عن هذا الشهر.

سيادة الرئيس:
ماذا يصنع شاب في بداية طريقه ومن أين يأتي بعشرة آلاف جنيه كهرباء لمشروع موسمي صغير، هذا بالإضافة إلى مطالبته بضرائب والقيمة الإضافية وهو لم يتجاوز أشهر في المشروع.

سيادة الرئيس: أنا أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وأحد رجال الإصلاح في المجتمع، ومن القلة المهتمين بتصحيح الأفكار المتشددة المغلوطة، ومن رجال تجديد الخطاب الديني، وأعتقد أن لي دورا إصلاحيا واجتماعيا في البلد، وذلك من خلال كل ما أقدمه لوجه الله تعالى في وسائل الإعلام المتنوعة من إذاعة وصحافة والتليفزيون المصري والفضائيات، ويمكن لسيادتكم مراجعة هذا بمشاهدة صفحتي على اليوتيوب باسمي الإعلامي "رمضان البيه".

سيادة الرئيس حضرتك تعلم إن هناك فسادا في كل قطاعات البلد، وتعلم أن هناك من إخوان الشياطين موظفين في كل القطاعات وخلايا نائمة تعمل على تعويق مشاريع الشباب حتى يجعلهم كارهين للوطن.

تخيل وأنت أحد أبطال أكتوبر وتغرس في أبنائك الانتماء وحب الوطن وبذل كل غال ونفيس من أجله، ويدخل عليك ابنك وهو في حالة يأس وإحباط، ويقول لك "أنا هقفل مشروعي وربنا يعوض عليك يا أبي في اللي صرفته على المشروع"، وهو كل ما أملك، ليكمل أنه يرغب في السفر للخارج مهاجرا.

شباب هذا الوطن الطموح يتم محاربته في مشاريعه في الوقت الذي تقدم فيه الحكومة كل التسهيلات والميزات لأصحاب المشاريع الاستثمارية من الأجانب ورجال الأعمال.

سيادة الرئيس: هذه المشكلة يعاني منها الكثير من شبابنا المجتهد الطموح، وليست مشكلة ابني فقط. أرجو من سيادتكم الاهتمام بهذه المشكلة وحلها وتحفيز الشباب وتشجيع مشروعاتهم الصغيرة.. وفي الختام، كان الله في عونك للحمل الثقيل الملقى على عاتقك، والله المعين، وندعوا الله لك بأن يعينك على ما أقامك فيه ويحفظك ويدفع عنك كل سوء.. وتحيا مصر.
الجريدة الرسمية