رئيس التحرير
عصام كامل

«قلنسوة» مدينة فرعونية فتحها عمرو بن العاص واحتلتها إسرائيل

فيتو

في ضوء العبث الصهيوني الذي طال كل مدن فلسطين المحتلة كانت مدينة "قلنسوة" شاهدة على مظاهر القهر الصهيوني ضد فلسطين والتي كان آخرها قرار بهدم منازل فلسطينية خرج على أثرها، اليوم الثلاثاء، مئات الفلسطينيين في تظاهرة ضد الانتهاكات الصهيونية قوبلت بالقمع من جانب قوات الاحتلال.


حرب وانتفاضة
ورفع المتظاهرون شعار "سنموت قبل أن ننقل من هنا" وقام مئات من السكان بإغلاق الطرق للاحتجاج على هدم 17 منزلًا، تم اعتقال خمسة من المتظاهرين من قبل الشرطة، وهدد أحدهم الذي كان منزله مهدد بالهدم "ستكون هناك حرب هنا، وسنشعل انتفاضة".

وفي ضوء التهدئة خشية تصعيد الوضع أطلقت شرطة الاحتلال سراح خمسة معتقلين من المظاهرة التي انطلقت في مدينة قلنسوة احتجاجًا على سياسة هدم المنازل، بعد أن اعتدت شرطة الاحتلال على المتظاهرين واعتقلت ستة أشخاص من بينهم، وتم الإفراج عن المعتقلين بعد اقتيادهم إلى مركز الشرطة "كدما" في الطيبة دون شروط مقيدة.

مدن المثلث
وقلنسوة هي مدينة عربية تعتبرها إسرائيل ضمن حدودها، تعتبر إحدى مدن المثلث الجنوبي، وتقع تحديدًا إلى الغرب من الطيبة، وإلى الشمال من الطيرة، بلغ عدد سكانها وفقًا لآخر الإحصائيات نحو 21.451 نسمة، وتبلغ مساحتها 8.4كم، أي ما يعادل 8.400 دونمًا، وترتفع 37 مترًا فوق مستوى سطح البحر.

وقام المتظاهرون بإغلاق الطريق الرئيسي، وصاح بعض أصحابه قائلين "لن نتحرك من هنا حتى لو قتلنا الشهداء"، ومن جهة أخرى أُفرج عن كل من المعتقلين، محمد عودة، عمار عازم، فادي خطيب، إسلام خديجة، حسن كمال، وبقي المعتقل الناشط أشرف أبو على، رهن الاعتقال، وهو صاحب منزل مهدد بالهدم.

وأُصيب في التظاهرة التي أقيمت على المدخل الرئيسي لمدينة قلنسوة، 4 متظاهرين إثر الاعتداء عليهم ورش غاز الفلفل من قبل أفراد الشرطة، فيما اعتقلت 6 آخرين، وقمعت الشرطة المتظاهرين مستخدمة قوة مفرطة بذريعة إغلاق الشارع الرئيسي.

قلنسوة، ترجع إلى "طاقية" يتم ارتداؤها في الرأس، ويقول أهلها أن سبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى أنها تقوم على مرتفع يشبه القلنسوة، ولها تسميات أخرى مثل "قلعة الصالح" و"البرج الحصين".

أسسها الفراعنة
أسس هذه المدينة الفراعنة في عهد النبي يوسف كمخزن للقمح في المنطقة أيام قحط السبع سنين، وتم تدمير قلنسوة عام 590 ق.م على أيدي البابليين، ثم رممها الإسكندر المقدوني 332 ق.م وأصبحت تابعة للإمبراطورية اليونانية وسمي واديها بوادي الإسكندر، ثم دمرها الآشوريين، وبقيت شبه مخربه يقطنها بعض الناس حتى حلول عام 200 م، حيث رممها الرومان واتخذوها حصن لهم كونها واقعة على درب السلاطين.

وفي عام 638 م فتح المسلمون قلنسوة بقيادة عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، ثم استولى عليها الصليبيون في سنة 1099م، وفي سنة 1187 فتحت من قبل صلاح الدين الأيوبي ووقعة خوذته داخل أسوارها فصرخ "قلنسوتي" فسميت هذه البلد قلنسوة وكانت من قبل تعرف بالبرج أو قلعة الصالح، وظلت هذه المدينة هكذا في تقلبات إلى أن احتلتها إسرائيل في عام 1948.
الجريدة الرسمية