السعودية تستنكر موقف «الشيوخ الأمريكي».. وتدين «التعرض» لولي عهدها
أعلنت الخارجية السعودية استنكارها لموقف مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير بشأن مقتل خاشقجي والحرب في اليمن، واعتبرته "يتضمن تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية"، رافضة "التعرّض" لولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ومحذّرة من "تداعيات" على العلاقات، ومن جهة أخرى تسعى كندا لإلغاء صفقة سلاح بالمليارات مع السعودية.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، صوت يوم الخميس الماضي بتأييد إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن وحمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسئولية عن قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، فيما مثل توبيخا مزدوجًا نادرًا للرئيس دونالد ترامب.
وقال بيان لوزارة الخارجية إن المملكة تستنكر "الموقف الذي صدر مؤخرًا من مجلس الشيوخ (...) والذي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، ويتضمن تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضافت الوزارة أن الرياض "تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده (...) بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها". ودعا إلى "ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة (...)، منعًا لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الإستراتيجية المهمة بينهما".
وأعربت وزارة الخارجية عن "استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة (...) كل الاحترام، وتربط بها روابط إستراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين".
وأعادت الوزارة تأكيدها أن مقتل خاشقجي "جريمة مرفوضة لا تعبّر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعا الأحد إلى إجراء "تحقيق ذي مصداقية" في مقتل خاشقجي.
وفي سياق آخر أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأحد أن كندا تسعى إلى إيجاد الوسائل للانسحاب من عقد كبير لبيع أسلحة إلى السعودية، تنتقده المعارضة والمدافعون عن حقوق الإنسان، وكان ترودو اعتبر حتى الآن أنه من "الصعب جدا" إلغاء هذا العقد البالغة قيمته 15 مليار دولار كندا (9،9 مليارات يورو) والذي وقعته حكومة المحافظين السابقة "بدون الاضطرار لدفع بنود جزائية ثقيلة".
وقال رئيس الوزراء الكندي في مقابلة مع شبكة "سي تي في": "لقد ورثنا عقدا بقيمة 15 مليار دولار وقعه ستيفن هاربر لتصدير آليات مدرعة خفيفة إلى السعودية" مضيفا "ندرس أذونات التصدير لمعرفة ما إذا كان من الممكن وقف تصدير هذه الآليات إلى السعودية".
ص.ش/ح.ز (أ ف ب، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل