رسم حديقة الحيوان بالأيدي الناعمة.. حكاية طالبات يحلمن بتجميل العشوائيات
بأنامل ناعمة وعيون آملة بدأت لوحتهم، فمع بداية كل عام دراسي في كلية التربية الفنية التابعة لجامعة حلوان، يُلزم الطلاب بتقديم نشاط عملي خلال العام الدراسي، كجزء من مشروع العام بالعام الخامس.
وهذا العام قررت 14 فتاة بالكلية أن يكون مشروع تخرجهم مختلفا شيئًا ما، ففي عامهم الرابع كانت خطتهم رسم جدران مستشفى سرطان الأطفال، وبالفعل تمكنوا من تخطيط البهجة على جدرانها، أما بالعام الخامس، حاولت الطالبات في أكثر من مكان عام رسم الجدران، وتنفيذ مشروع التخرج، لكنهم لم يفلحوا لعدم ثقة المديرين بآدائهم، وطرحت حينها الطالبة "هبة محمد"، أن تكون حديقة الحيوانات وجهتهم التالية لتنفيذ مشروعهم الصغير، وجعل من الحيوانات لوحة باسمة، ناطقة بصوت الفرحة.
لم يرحب الفريق المشارك بفكرة "هبة" في البداية، نظرًا لزيادة عدد المتوافدين على الحديقة، وكذلك كون الحديقة من المباني الحكومية والتي تحتاج لتصريحات، وعدة إجراءات روتينية للعمل بها، مما أحبط الأجواء العامة للفكرة، ولكن فتاة العام الخامس لم تستلم هنا، وقررت خوض التجربة، وبالفعل عقدت مقابلة مع مدير الحديقة لعرض الفكرة وتفاصيلها عليه، والخطة الموضوعة من حيث الزمن والتنفيذ، ولم تستكمل الفتاة عرضها للخطة، حتى وافق مدير الحديقة على المشروع، وعرض مساعدتها في الخامات المستخدمة للتنفيذ فورًا.
واشترطت الطالبات، أن تكون الجدارية الأولى لهم "جدارية القرود" بالخامات الخاصة بهم، لعدم تأكدهم من نجاحهم في المشروع، فكانت التجربة على نفقتهم الخاصة في البداية تحسبًا لأي أخطاء قد تقع، وكان الجمهور شاهدًا على أعمالهم خطوة بخطوة، فلم تخل الحديقة من جمهورها منذ بداية الرسم وحتى النهاية، وكانت الطالبات يستخرجون أفكارهم، وتصاميمهم في حضور الجمهور الزائر للحديقة، حتى تمكنوا من تجهيز أفكار التصميمات كافة، تحت إشراف الدكتورة تغريد يحيي.
ولا تكاد الجدارية الأولى "جدارية القرود" توشك على الانتهاء، حتى لاقت رد فعل لا يستهان به من الجمهور الزائر والعاملين، وتشجعت الفتيات على استكمال لوحتهم، والخطة التالية كانت تنفيذ 8 جدرايات جديدة، لأشكال حيوانات ضاحكة متنوعة، وتم تنفيذهم في وقت قياسي بالفعل، وكان رد فعل الجمهور إيجابي بشكل كبير، فكان رأي الجمهور والزائرين هو الدافع الأساسي لاستكمال الفتيات ما بدأوه، لم يكن العمل أثناء الوقوف على "السقالات" بأمر هين على فتيات، واجهوا صعوبة في ذلك شيئًا ما، وكانت أحد السقالات تبلغ 15 مترًا، بدورين، لكنهم تمكنوا من الاستكمال في مجهودهم الثري.
وداخل بيت الأسد، كانت الرسومات محاطة بشيء من الخطورة، فالرسم داخل منزل الملك ليس بالأمر الميسور، لكن الحديقة كانت تحاول بقدر الإمكان تأمين الفتيات، حتى انتهوا من عملهن بسلاسة ويسر، حلم الفتيات في المرحلة التالية هو الدعم والتمويل، ليشكل الفتيات فريقا جديدا بعد التخرج، ويبدأوا في تجميل جدران المحروسة كافة.
وتقول هبة محمد: "محتاجين دعم مادي، لأن الناس كانوا ممكن ما يتفرجوش على الحيوانات وييجوا يتفرجوا علينا، فإحنا محتاجين دعم لتجميل العشوائيات".
وتقول هبة محمد: "محتاجين دعم مادي، لأن الناس كانوا ممكن ما يتفرجوش على الحيوانات وييجوا يتفرجوا علينا، فإحنا محتاجين دعم لتجميل العشوائيات".