رئيس التحرير
عصام كامل

جواد حسني.. بسالة بطل استشهد رمزا لنضال طلاب جامعات مصر

فيتو

تحتفل مصر بذكرى الانتصار على العدوان الثلاثي عندما تصور الاحتلال أنه يمكنه كسر مصر بعدما أمَّم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس، حيث اتفقت فرنسا وإنجلترا بمساعدة إسرائيل على شن حرب على مصر وقصفوا بعض مدن القناة، لكن الجيش والمقاومة الشعبية تصدوا للعدوان ببسالة وأخرجوه يلملم أذيال الهزيمة والعار.


وهذه الفترة شهدت بطولات أبطال الدفاع الشعبي الذين حولوا الهجوم إلى انتصار لكرامة مصر والمصريين ولقنوا الاستعمار درسا لا ينساه ومن هؤلاء الأبطال البطل جواد حسني الذي سطر بدمائه وحشية وبشاعة الاستعمار على جدار سجنه ليعلم الجميع بطولته بعد خروج الاستعمار منهزما من مصر وأطلق اسم البطل على عدد من الشوارع في القاهرة ومصر الجديدة ومحافظة الإسكندرية وبعض المدارس. 

بدأت بطولة جواد حسني بالتحاقه بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 53 وكان من الطلبة المتفوقين وعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر تم إنشاء كتيبة فدائيين بالكلية كان أول المنضمين لها، وانطلق مع مجموعة الحرس الوطني يلبي نداء الوطن وذات مساء تسلل جواد حسني من بين أفراد كتيبته وكانت مرابطة عند الكيلو 39 في طريق الكاب شرقي قناة السويس.

تسلل منفردا واتخذ موقعا يشرف على كتيبة فرنسية كانت بالقرب منهم وأخذ جواد يطلق النار بعنف من الرشاش فخاف الفرنسيون وظنوا أنفسهم أمام فرقة كاملة من الفدائيين وفي هذا الوقت حاصروا الموقع الذي تنطلق منه النيران بالدبابات والعربات المصفحة وصوبوا مدافعهم نحو جواد وظل البطل يطلق النيران طوال الليل، وفجأة توقف مدفع جواد حيث أغمى عليه من كثرة الدماء التي نزفت منه. 

تقدم الفرنسيون وصُعقوا عندما رأوا أنهم أمام فدائي واحد وليست كتيبة كما تخيلوا، ونقل الفرنسيون البطل جواد إلى معسكر الأسرى ببور فؤاد وطلبوا منه الإدلاء بأي معلومات عن الفدائيين، لكنه رفض أن يبوح بأي شيء لهم وصدرت الأوامر باستعمال أبشع وسائل التعذيب مع جواد لكي يتكلم ويبوح بأسرار بلاده فكان الحرق بأعقاب السجائر والوخز بالسونكي والربط بالحبال والكي بالنار لكن جواد لم يتكلم لينقذ نفسه بل مد إصبعه بأحد جروحه وكتب على الحائط عبارات كانت دليلا على بسالته وحبه للوطن وعلى بشاعة المحتل. 
جاء نص الرسالة: "اسمي جواد طالب بكلية الحقوق فوجئت بالغرباء يقذفون أرضي بالقنابل فنهضت لنصرته وتلبية ندائه والحمد لله لقد شفيت غليلي في أعداء البشرية وأنا الآن سجين وجرحي ينزف بالدماء أنا هنا في معسكر الأعداء أتحمل أقسى أنواع التعذيب لكن يا ترى هل سأعيش؟؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟؟ ليس المهم أن أعيش المهم أن تنتصر مصر ويهزم الأعداء.

ولما يئس الأعداء من جواد أن يبوح بشيء أطلقوا عليه النيران حتى لا يعيش وليخمدوا أنفاسه إلى الأبد ظنا منهم أنهم قضوا على بطل لكنهم لا يعرفون أن الأبطال لا يموتون لكن يفنى الاحتلال والظلم ويبقى الشهداء "أحياء عند ربهم يرزقون".
الجريدة الرسمية