عرائس ماريونت وسماء تنزف نارًا.. حكاية الرجل الغامض الذي أشعل سوريا.. تفاصيل ما يحدث في إدلب والشمال السوري
ما بين ليلة وضحاها اشتعلت الأوضاع في سوريا مجددا لتكمل الصورة الدموية التي يعيشها أهالي هذا الأقليم وكأنه تحول لمسرح لعرائس الماريونت يحركه مخرج المسرحية كيفما ووقتما شاء غير عابئا بمأساة الأهالي، ففي البداية جاءت مأساة غزة وأهلها التي يعلمها القاصي والداني، ثم جاء الدور على لبنان وشعبه، ومؤخرا وصلت الأيدي الآثمة لسوريا بعدما احتدمت الاشتباكات بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام خلال الساعات الماضية، مخلفة وراءها دمارًا جديدًا وأحيت وجعًا قديمًا لأهالي المنطقة.
الشمال السوري ضحية أجندات دولية وصراع فصائل
في الشمال السوري، اختلطت المعارك المحلية بالأجندات الدولية، وفيما يبدو فإن الطريق إلى الاستقرار ما زال بعيدًا، ومع كل تصعيد جديد، تتضاعف معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم في قلب لعبة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
المعارك التي اندلعت على أطراف بلدات جبل الزاوية بريف إدلب، تناوبت فيها أصوات القذائف والصواريخ على ملء سماء المنطقة،المشهد تحول كأنما "سماء سوريا تنزف نارًا".
وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية ومادية فادحة، وسط اتهامات سورية لإسرائيل بالتحريض على زعزعة استقرار المنطقة، في سياق يُبرز أبعادًا إقليمية أعمق للصراع.
وبالتوازي مع هذه الأحداث المتسارعة، أعلنت طهران عن مقتل ضابط رفيع في الحرس الثوري الإيراني خلال هجوم قرب العاصمة دمشق.
وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل العميد كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد "المستشارين العسكريين في العراق وسوريا"، مشيرًا إلى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
وهو الحادث الذي أثار تساؤلات حول امتداد النفوذ الإسرائيلي في سوريا، إذ أكدت وسائل إعلام سورية رسمية أن الهجوم نُفذ عبر غارة إسرائيلية استهدفت مواقع حيوية للحرس الثوري.
مصادر عسكرية سورية أكدت أن "إسرائيل تلعب دورًا خفيًا في تأجيج الاشتباكات الداخلية في سوريا، بهدف إضعاف الجيش السوري وتشتيت جهوده في مواجهة التهديدات الإقليمية".
لم تقتصر الاتهامات على الهجمات الجوية، بل اتهمت دمشق إسرائيل بأنها تدعم بشكل غير مباشر الجماعات المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام، لضمان استمرار الفوضى في الشمال السوري.
الأوضاع على الأرض السورية باتت متدهورة فهناك معاناة إنسانية كبيرة مع تفاقم حدة القتال، فالأهالي يرون أنهم ضحايا لعبة كبرى، خاصة أن القصف لا يميز بين عسكري ومدني والجميع يدفع الثمن.
يرى مراقبون أن مقتل الضابط الإيراني يمثل حلقة جديدة في الصراع بين إيران وإسرائيل داخل الأراضي السورية، وفيما يبدو أن الاشتباكات بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام تأتي في سياق محلي، إلا أن التدخلات الإقليمية تلقي بظلالها الثقيلة على المشهد.
وما يعزز رؤية المراقبون والمحللوون أن الدور الإيراني المتزايد في سوريا يثير قلق إسرائيل، التي تصعّد هجماتها الجوية لتعطيل أي محاولات لتعزيز مواقع الحرس الثوري أو حلفائه قرب حدودها، وبالتزامن مع ذلك تستخدم هيئة تحرير الشام حالة التوتر الإقليمي كورقة ضغط لتعزيز نفوذها في إدلب.
من يحرك هيئة تحرير الشام؟
تشير تقارير استخباراتية إلى أن هيئة تحرير الشام تحصل على دعم لوجستي وتمويل من أطراف إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها عبر توظيف الجماعات المسلحة.
مصادر سورية أشارت إلى دور إسرائيل في هذا السياق، عبر توفير غطاء غير مباشر لتحركات الهيئة عبر استهداف مواقع الجيش السوري في مناطق مختلفة، مما يضعف قدراته على احتواء التهديدات الداخلية.
قصة هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام جماعة مسلحة تعمل في سوريا، من أبرز الفصائل في المعارضة المسلحة التي تسيطر على مناطق واسعة في محافظة إدلب وأجزاء من الشمال السوري.
تأسست هذه الهيئة في عام 2017 بعد اندماج عدة فصائل مسلحة، أبرزها جبهة فتح الشام "النصرة سابقًا"، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة في سوريا.
اقرأ أيضا:
هدأت لبنان واشتعلت سوريا، بلاد الأسد تعود إلى زمن الحرب الداخلية
كيف تأسست وتطورت هيئة تحرير الشام؟
مرت هيئة تحرير الشام بمراحل عدة قبل ظهورها بالوضع التنظيمي الحالي.
البداية كانت مع جبهة النصرة التي تأسست في 2012 كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا بقيادة أبو محمد الجولاني، والتي لعبت دورًا بارزًا في القتال ضد النظام السوري، لكنها أثارت انقسامات بين فصائل المعارضة بسبب أجندتها الأيديولوجية.
ثم جاء االدور على جبهة فتح الشام، ففي عام 2016، أعلنت النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، في محاولة لإعادة تقديم نفسها ككيان سوري محلي.
وفي يناير 2017، اندمجت "فتح الشام" مع فصائل أخرى مثل "جبهة أنصار الدين" و"جيش السنة" تحت اسم هيئة تحرير الشام.
يتزعم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وهو شخصية مثيرة للجدل.
فقد حاول الجولاني إعادة تشكيل صورة الهيئة من جماعة متشددة إلى كيان سياسي-عسكري يدعي تمثيل الثورة السورية، لكنه يواجه رفضًا واسعًا من المعارضة المعتدلة والمجتمع الدولي.
ورغم محاولات الهيئة الابتعاد عن تنظيم القاعدة، لا تزال تحمل فكرًا متشددًا وتُتهم بتطبيق حكم يعتمد على تفسير صارم للشريعة- رفضه معظم الفقهاء- في المناطق التي تسيطر عليها.
وتتمثل الأهداف المعلنة لهيئة تحرير الشام في إسقاط النظام السوري، وإقامة حكم إسلامي في سوريا.
وعلى الرغم من هذه الأهداف المعلنة لهيئة تحرير الشام الا ان تحركاتها وأجندتها تخضع لمصالح متعددة، بما في ذلك التحالفات والتنافسات مع فصائل أخرى.
فقد خاضت هيئة تحرير الشام مواجهات مع فصائل معارضة أخرى، مثل الجبهة الوطنية للتحرير وحركة أحرار الشام، للسيطرة على مناطق في إدلب، كما أنها تعرضت لانتقادات لفرض هيمنتها على العمل العسكري والمدني في المناطق التي تسيطر عليها.
بالاضافة الى ذلك هناك بعض المعلومات المتواترة حول علاقة هيئة تحرير الشام بإسرائيل،التي تُتهم بالاستفادة من وجود الهيئة لإضعاف النظام السوري وحلفائه، لكنها تنفي أي دعم مباشر لها.
وحاليا تُسيطر هيئة تحرير الشام على معظم محافظة إدلب وأجزاء من ريف حماة وحلب واللاذقية، حيث تدير إدارتها المدنية والعسكرية تحت ما يُعرف بـ"حكومة الإنقاذ السورية".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا