عبد الناصر يعلن بدء العدوان الثلاثي على مصر
في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر 1956 أصدر الرئيس جمال عبد الناصر توجيهات بانتشار القوات المسلحة وجميع الأجهزة السيادية والحساسة لتحتل أماكن تبادلية وعدم التجمع في مكان واحد.
كما نشرت صحف ذلك اليوم هذه التوجيهات بعد ورود معلومات مؤكدة للرئيس عبد الناصر عن اعتزام إسرائيل شن هجوم عسكري كبير على مصر، واضطرت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى تغيير مقر اجتماعاتها من مقر مجلس قيادة الثورة إلى حديقة الزهرية بالزمالك، أما مقر مجلس قيادة الثورة فقد كان مقرا تبادليا للقيادة السياسية إمعانا في التمويه، إلا أن زكريا محيى الدين وعلى صبرى وسامى شرف اعترضوا على عقد اجتماعات القيادات السياسية بمقر مجلسهم لاعتباره هدفا مكشوفا، إلا أن عبد الناصر أصر عليه وأمر بتركيب شبكة اتصالات كاملة فيه.
وفى نفس اليوم وقعت أول غارة إسرائيلية على غزة كما توقع الرئيس عبد الناصر الذي كان لحظتها في لقاء مع مبعوث إندونيسيا بمقر القيادة بمنشية البكرى لتسليمه رسالة من الرئيس سوكارنو بشأن الاتفاق السرى الإنجليزي الفرنسي الإسرائيلي وتبين فيما بعد أنه تم بين بن جوريون "إسرائيل" وكريستيان بينو"فرنسا" وباتريك دين "بريطانيا".
ونص اتفاقهم على أن تقوم إسرائيل ببدء الحرب والهجوم على غزة في 29 أكتوبر وتتدخل بريطانيا وفرنسا للفصل بين المتحاربين والسيطرة على قناة السويس ونشر قواتها داخل مصر وإجبار القيادة السياسية المصرية على قبول مرور السفن الإسرائيلية عبر قناة السويس ومضيق ثيران، وقد أعلن جمال عبد الناصر ذلك إلى العالم، تم اجتياح غزة وفق الاتفاق واحتلت إسرائيل ثلاثة مواقع حيوية، وفي صباح 30 أكتوبر تعرض مطار ألماظة الحربى للهجوم الجوى.
أقام مجلس قيادة الثورة كاملا برئاسة عبد الناصر بمقر مجلس قيادة الثورة بالجزيرة إقامة كاملة حيث اجتمع بقادة الأسلحة لبحث وقف تقدم العدو بسيناء، وفجأة صدر الإنذار البريطاني الفرنسي لكل من مصر وإسرائيل بوقف إطلاق النار وسحب القوات خلال 12 ساعة على أن تقبل مصر وجود قوة مشتركة إنجليزية فرنسية في منطقة القناة وبورسعيد والإسماعيلية بحجة حماية الملاحة في القناة وإلا ستضطر القوتان التدخل بالقوة العسكرية.
واتفق الجميع في مصر على رفض الإنذار وبدأ العدوان الثلاثى على مصر.