«الجلاب».. آيس كريم الغلابة وغرام الأحبة على كورنيش قنا
"عسل يا جلاب الصعيد.. دوَّقْ حبيبتك ذهب الصعيد ودوب في الهنا يوم العيد.. سكاكر عيالنا" بتلك الكلمات ينادي باعة الأقماع الذهبية المرصعة بها أطباق الخوص، الغريب عن أهل الصعيد لا يعرف تلك الأقماع وإنما تستحوذ عليه المغامرة لتذوقها خاصة أنها تباع دون أي غلاف واق لها من الأتربة أو الشوائب وبعدها يسألون عن طبيعة هذه الحلوى ويصابون بالذهول عند معرفة الاسم عندما يقول لهم البائع "ده جلاب الحبايب".
بياعين الذهب
"إحنا بياعين الدهب" بتلك الكلمات بدأ منسي النجعاوي، حديثه عن مهنة بيع الجلاب، قائلًا "الجلاب يشبه أقماع الذهب وهو مصنوع من العسل الأسود، في قرى مركز نجع حمادي أكثر المراكز المشهورة بصناعة العسل والجلاب"، منوهًا بأن أسعار الجلاب اختلفت عن الماضي وارتفع ثمنه قليلًا ويزيد الإقبال عليه في الأعياد والمناسبات وعلى كورنيش النيل في مراكز المحافظة.
وأشار محمد الطاهر "بائع جلاب"، أن الكثير من أهالي القرى يستخدمونه في الحلوى لاحتوائه على نسبة كبيرة من السكر، بالإضافة إلى أن الأطفال يحرصون على شرائه في العيد، ويطلقون عليه "آيس كريم الغلابة"، وكان في الماضي أهم حلوى يتم إحضارها في الأفراح وبخاصة في الأعراس ويعتبرونه من الفيتامينات المقوية ليلة العرس إلا أن هذه العادات اندثرت واقتصر شرائه على الأطفال أو رواد الكورنيش في الأعياد من الأحبة والمخطوبين.
فرحة الأطفال
يكثر بيع الجلاب في مولد سيدي عبد الرحيم القنائي ويقول الطفل جمال محمود، إنني أحرص على شراء الجلاب لرخص ثمنه فالقطعة الواحدة لا تتعدى الجنيه ونصف الجنيه وبالنسبة لي تشبه الآيس الكريم، وأصاب بآلام البطن والنزلات المعوية جراء تناولها لكن لا أستطيع التوقف عن تناولها.
وأضافت الطفلة نورة منصور، أنها من رواد شراء الجلاب وعند نزولها من السيارة في الموقف أول شيء تجري لتناوله وهو بالنسبة لها أفضل من تناول أي حلوى أو مثلجات وثمنه بالنسبة لأي منتج أرخص بكثير وفي متناول أسرتها المكونة من 6 أشقاء ووالديهما.
صناعة بدون رقابة
رغم أن صناعة الجلاب قديمة بقرى قنا، لا تزال تتم دون أي رقابة وفي أماكن غير مهيئة وقال شاهين محمد، صانع جلاب، إن المصانع كلها عبارة عن بيوت قديمة وأغلبها غارق في مياه الصرف الصحي، وطالب الكثيرون من أصحاب هذه المصانع بضرورة أن يكون هناك أماكن مخصصة لتحضير الجلاب حتى لا يتلوث من الأماكن غير الصالحة للصناعة.
وأشار ثروت محمود، عامل بمصنع جلاب، إلى أن الجلاب حلوى يتم تحضيرها من العسل الأسود ويتم تخسينه بدرجات حرارة عالية على كانون بلدي مصنع من الطوب الأحمر ويظل العامل يقلب العسل حتى الذوبان إلى قوام معين ولون ذهبي وبعدها يتم وضعه داخل وعاء لبدء توزيعه على الأقماع الخشبية وتترك على أطباق الخوص في الهواء حتى تتماسك وبعدها يتم التوزيع على التجار والموزعين من الباعة الجائلين.