رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط إسرائيل للوصول إلى حلم «أرض الميعاد».. نتنياهو يحلم بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. وجود ترامب يعزز الآمال.. والواقع يكشف استحالة التحقيق

نتنياهو، فيتو
نتنياهو، فيتو

مع تصاعد الأحداث فى الشرق الأوسط، عادت فكرة “إسرائيل الكبرى” إلى الواجهة، ليس فقط كطموح سياسى بل كجزء من معتقدات دينية عميقة متجذرة فى التوراة، فما بين تصريحات وتحركات سياسية مثل توسع الاستيطان فى الضفة الغربية والجولان، وفرض الأمر الواقع فى القدس، تثار تساؤلات حول ارتباط هذه الخطوات بمفهوم “أرض الميعاد” كما تصورها النصوص التوراتية.

ومملكة إسرائيل الموحدة أو إسرائيل الكبرى، وفق الرواية التوراتية، هى المملكة التى جمعت أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر تحت حكم شاول، داود، وسليمان. أطلق باحثو التوراة عليها هذا الاسم لتمييزها عن المملكتين اللتين انقسمتا عنها لاحقا، وهى مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا الجنوبية، تشير النصوص التوراتية إلى أن هذه المملكة الموحدة استمرت نحو 120 عاما، من حوالى 1050 ق.م إلى 930 ق.م، وامتدت فى الجزء الجنوبى الغربى من بلاد الشام، دون أن تشمل المناطق الساحلية التى كانت تحت سيطرة شعوب البحر المتوسط والفلسطينيين.

وفقا للتفسير الدينى للتوراة، تمتد “إسرائيل الكبرى” من نهر مصر وليس نهر النيل كما يعتقد البعض إلى نهر الفرات، وتشمل أراضى فلسطين التاريخية، الأردن، لبنان، وأجزاء من سوريا والعراق، وتعتمد هذه الفكرة على نصوص من سفر التكوين (15:18-21)، حيث ورد أن الله وعد إبراهيم ونسله بأرض تمتد بين هذه الحدود.

على الرغم من أن التفسير الجغرافى لهذه الحدود يظل محل جدل حتى بين اليهود أنفسهم، إلا أن الحركة الصهيونية وضعت هذا الطموح كجزء من أدبياتها، قبل أن تركز على إقامة الدولة اليهودية عام 1948 ضمن حدود محدودة فى فلسطين التاريخية.

التحركات السياسية الإسرائيلية الحالية تشير إلى تصعيد متزايد نحو تحقيق السيطرة على مزيد من الأراضي، منذ إعلان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل فى عام 2017 خلال ولايته الرئاسية الأولى، وخطواته التى شملت الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وازدادت حدة المطالبات الإسرائيلية بالسيطرة الكاملة على الضفة الغربية وفرض الأمر الواقع.

ترامب صرح ذات مرة، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية: بإن “مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها”. هذه التصريحات، وإن لم تترجم إلى سياسات واضحة، إلا أنها عززت طموحات اليمين الإسرائيلى المتطرف فى مواصلة سياسات الاستيطان وتهويد الأراضى الفلسطينية.

جهات دولية عدة تحذر، من أن توسع الاستيطان الإسرائيلى يزيد من انعدام الأمن والاستقرار فى المنطقة. إلا أن الاحتلال يواصل سياسة بناء المستوطنات على أراضٍ فلسطينية مصادرة، بحجة تعزيز “الأمن القومي” وتحقيق “الوحدة الجغرافية”.

أحدث التحركات تشمل تعزيز السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، والمطالبة بانسحاب حزب الله اللبنانى إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو ما يربطه المحللون بمفهوم التوسع الجغرافى لتحقيق فكرة “إسرائيل الكبرى”.

يعتبر مفهوم “أرض الميعاد” حجر الزاوية فى التبريرات الدينية لإقامة دولة إسرائيل. النصوص التوراتية، مثل سفر العدد وسفر التثنية، تحدد حدودا مختلفة لما يعرف بـ”أرض إسرائيل”، بعضها يمتد ليشمل مناطق واسعة من الشرق الأوسط الحديث، تتداخل فكرة “إسرائيل الكبرى” مع خريطة المنطقة، حيث تتناقض مع سيادة الدول العربية المحيطة، حيث أن سياسات الاستيطان والتوسع الإسرائيلى لا تقتصر على الأراضى الفلسطينية المحتلة، بل تطال الجولان السورية وتهدد حدود لبنان.

ويبرز التوتر مع الأردن كأحد التحديات، حيث يثير ضم غور الأردن قلقا كبيرا بشأن استقرار المملكة الهاشمية، التى ترتبط باتفاقية سلام مع الاحتلال، كما أن التهديدات الإسرائيلية تجاه حزب الله تنذر بإعادة رسم خريطة النزاع فى جنوب لبنان.

تحقيق “إسرائيل الكبرى” يبدو بعيد المنال سياسيا، لكنه يظل حاضرا كفكرة تستقطب اليمين المتطرف وتؤجج مشاعر القلق لدى شعوب المنطقة، مما يجعل الصراع المستمر فى الشرق الأوسط أكثر تعقيدا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية