إنه زمن المكاشفة والمصارحة!
لقد كانت فترة حكم الإخوان كاشفة وفارقة في حياة المصريين؛ فقد فضحت من خان وباع وطنه.. وأكبرت من ضحى بنفسه.. ويا لها من مرافقة ساقها الرئيس السيسي في معرض مقارنته بين ضابطين تزاملا في وحدة عسكرية واحدة بالجيش المصري، أولهما البطل الشهيد أحمد المنسي والآخر الإرهابي الخائن هشام عشماوي.. وشتان الفارق بين العشماوي الذي انحرف في طريق الشر والخيانة.. وبين المنسي الذي ناضل حتى نال شرف الجهاد ومنزلة الشهادة لأجل أن يحيا وطنه بلا وصاية ولا هيمنة من أحد.
لقد وضعت الأحداث الأخيرة أيدينا على ما يعانيه الجسد المصري من أوجاع وعلل وما تراكم فيه من صديد وتقيحات وجب تطهيرها.. وجاءت أحداث يناير كاشفة لما تعانيه نخبتنا وأحزابنا من ضعف وتهافت وفشل خلق فراغًا سياسيًا استغله الإخوان وأشياعهم لاختطاف مصر، ولما فشلوا في حكمها انقلبوا عليها وعاثوا في أرضها تدميرًا وإفسادًا، واختاروا العنف لفرض إرادتهم على الدولة..
ومن ثم فقد اقتضت الضرورة التصدي لأعمالهم التخريبية وتوجت جهود الدولة بعملية سيناء الشاملة تصديًا لمخطط إشاعة الفوضى وتعطيل مسيرة البناء والتنمية التي بدأت تؤتي ثمارها وهو ما أغاظ أهل الشر فتباروا يدعمون الإرهاب بالمال والعتاد والمعلومات.. وقد باءت أعمالهم بالخسران والخذلان المبين وتحطمت على صخرة الوعي المصري.
الندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة بعثت برسائل عديدة ليس لشباب مصر فحسب وهم قوتها الحيوية بل للرأي العام في الداخل والخارج.. أهمها ضرورة إعلاء المكاشفة والمصارحة اللتين التزم بهما الرئيس السيسي منذ تولى الحكم رغم ما قد يجلبانه له من متاعب، لكنهما في رأيه خطوة أساسية لحلحلة الواقع المؤلم الذي تراكم عبر السنين وجرى خداع المصريين بوعي زائف رفضه الرئيس، ويسعى لتغييره إعلاء للمصلحة العامة التي تتقدم عنده على ما سواها..
تحية للشهداء.. وتحية لكل من ضحى من أجل أن يحيا وطنه كريمًا بين الأمم.