بائعة دواجن بعد حظر تداول الطيور الحية: «هأكل عيالي منين» (فيديو)
في ركن هادئ نسبيًا وبعيدا عن ضوضاء وزحام السوق، تفترش "أم أحمد" الأرض بقفصين من البط والحمام وكمية من الجبن البلدي.. تظل أسبوعا كاملا تجمعها من جيرانها من قريتها بمحافظة الفيوم، وتسافر بها إلى محافظة الجيزة وبالتحديد في سوق الجمعة بمنطقة أرض اللواء؛ لبيعهم وكسب بعض الجنيهات لتعود بهم إلى بيتها المبني بالطوب اللبن لتبشر أبناءها ببريق من الأمل بقضاء أسبوع جديد دون أن يسألوا الناس إلحافا.
وتواجه هذه المرأة وغيرها من مئات البائعات في المحافظات للطيور البلدي في الأسواق شبح زوال متنفسهم الوحيد لمواجهة أعباء المعيشة، بعد صدور قرار من وزارة الزراعة بمنع تداول الطيور الحية، حيث تقول "أم أحمد" إنها ليس لها مصدر رزق سوى بيعها للطيور في الأسواق، فما تجنيه في يوم الجمعة يساعدها على إطعام وتعليم أطفالها بجانب رعاية زوجها المريض، وتتابع: "أنا لو ليا مصدر رزق تاني هاجي من الفيوم للسوق في أرض اللواء وأتعب نفسي ليه".
وعن وجود حل لذبح الدواجن بالمنزل وتجميدها وأخذ الموافقات الطبية عليها قبل نقلها للبيع بأسواق الجيزة، تقول "بائعة الطيور": الناس لا تشتري سوى الطيور الحية التي تذبح أمامهم ويختارونها بأنفسهم"، معللة ذلك بقولها "كنت جايبه 5 حمامات مذبوحين لزبونه وماجتش، وحاولت أبيعهم الزبائن مارضيوش يشتروهم، وروحت بيهم البيت تاني، لو الوزير عايز ينفذ القرار بدون ما يصيبنا ضرر يقنع الناس بأنها تشترى المجمد، وإحنا نبيعه أو يشوفلنا أي شغل غيره أو يدينا مرتبات، غير كده مش هنلاقي نأكل ولادنا".
وكانت وزارة الزراعة أصدرت قرارا يوم الأربعاء الماضي بمنع تداول الطيور الحية بمحافظتي القاهرة والجيزة واستبدالها ببيع الطيور مجمدة، طبقًا للقانون رقم 70 لعام 2009 لمنع انتشار الأمراض التي تنقلها الطيور.