رئيس التحرير
عصام كامل

دانات الحروب تهدد حياة المدنيين.. مناطق بيع الخردة والإنشاءات أبرز أماكن العثور عليها.. الحماية المدنية: صالحة للتدمير لوجودها في مناطق جديدة التهوية.. ومخلفات المصانع ورمال الصحراء وراء انتشارها

محلات الخرده
محلات الخرده

رغم مرور ما يقرب من 45 عاما على آخر حرب خاضتها مصر، ما زال المواطنون يعانون من مخلفات تلك الحروب، فمن بين الحين والآخر يحدث انفجار مفاجئ لدانة وقعت في يد مواطنين لا يعلمون مدى خطورتها، ما يؤدي إلى انفجارها تاركة وراءها ضحايا.


وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، فإن عدد ضحايا القنابل والأجسام غير المنفجرة من مخلفات الحروب، والتي تعرف بـ"يو إكس إوز UXOs"، يتجاوز 20 ألف شخص سنويا.

دانة مدفع
وكانت آخر تلك الحوادث في مصر، حيث انفجرت أمس دانة مدفع من مخلفات الحروب في منطقة كفر غطاطى بالهرم، فتسبب في إصابة "محمد ى.أ " 22 سنة سائق مقيم دائرة القسم، ببتر بالذراع اليمنى، و"محمد. ح. م" 49 سنة، خفير مقيم كفر غطاطى، بحروق بالجبهة والرأس من الجهة اليسرى.

بالانتقال والفحص تبين أنه أثناء قيام بعض تجار الخردة بالبحث عن معادن عثروا على الجسم، فقاموا بإشعاله لاستكشافه فانفجر محدثا إصابات، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج، وفرض كردون أمني حول موقع العثور على الدانة، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

مبنى تحت الإنشاء
لم تكن تلك الحادثة الأولى، ففي ديسمبر الماضي، انفجرت عبوة غريبة في مبنى تحت الإنشاء بالنزهة، وأصيب 4 عمال داخل العقار بإصابات متفرقة، مما تسبب في شعور أهالي المنطقة بالقلق والرعب.

بالفحص تبين أنه قبل الحادث بنحو 25 يوما، وأثناء القيام بأعمال إنشاء مول تجاري بذات المنطقة عثر العمال على قاعدة دانة من مخلفات الحروب وتركوها داخل الموقع، وفي يوم الحادث عبث بها أحد العمال مما أدى إلى انفجارها، وأسفر ذلك عن إصابة 4 عمال بالموقع وتم نقلهم للمستشفى.

المشاريع
كما عُثر على الكثير منها خلال أعمال الإنشاءات بالمشاريع الجديدة، ففي سبتمبر الماضي، عثر عمال بمشروع التوسعات الجديدة الخاصة بالأكسدة في محطة الصرف الصحي بمنطقة الحبيل شرق الأقصر، على دانة من مخلفات الحرب، وتم نقلها من المنطقة وتأمين العاملين.

وقال جاسر أبو الشيخ، أحد المشرفين على أعمال التوسعات بالمحطة آنذاك، أن العاملين فوجئوا خلال رفع الأتربة بظهور دانة حربية مجنحة بطول 30 سم وقطر 5 سم، وأنه تم إبلاغ اللواء محمد يحيى رئيس شركة الأقصر لمياه الشرب والصرف الصحى آنذاك، الذي سارع بإبلاغ شرطة الحماية المدنية، والأجهزة الأمنية التي قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الدانة وحماية العاملين بالموقع.

أماكن الانتقال
وعن مخاطر ذلك وكيفية وصولها لأيادي المواطنين، يقول اللواء جمال حلاوة، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية سابقا، أن تلك الدانات تعد من مخلفات الحروب، تأتي لأيادي العامة من خلال أعمال الحفر والتنقيب، مشيرا إلى أنه يتم العثور عليها في أماكن مسارح العمليات الحربية، ويتم نقلها بالأخص إلى أماكن بيع الخردة.

وضرب خبير الحماية المدنية مثلا للصحراء الغربية وبالأخص منطقة العلمين، مشيرا إلى أن الدولة تفشل في إقامة مشاريع تنموية في تلك المنطقة لوجود حقول ألغام منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن كل تلك المواد صالحة للتدمير وفعالة، طالما أنها تتواجد في أماكن جيدة التهوية بعيدة عن الرطوبة وخصوصا أن طول المدة لا يفسدها على الإطلاق.

مخلفات المصانع والرمال
ومن جانبه، يقول اللواء أحمد خلاف، مشرف غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة سابقا، أن مخلفات الحروب توجد في الأصل وسط مخلفات المصانع التي تباع بشكل يومي، ويشتريها تجار الخردة، إلى جانب أن البعض يصل إليها من خلال التنقيب.

وأوضح أن دانات الحروب يتم دفنها ضمن مخلفات الحروب بباطن الأرض في مناطق إنشاءات الحروب، وعند البناء يحصل العمال والمقاولون على رمال من الصحراء، تنتقل تلك المخالفات معها للمناطق السكنية، ويعثرون عليها بعد ذلك، وإذا لم يتم التعامل معها بالشكل الأمثل تنفجر.
الجريدة الرسمية