دانات الحروب تهدد الآمنين.. انفجار النزهة إنذار مبكر بضرورة الاهتمام بمخلفات القتال.. خبراء عسكريون: انتقلت من مناطق الدفن مع رمال التسليح.. ويؤكدون: لا شبهة جنائية في الحادث

«دانات الحروب» لفظ مخيف جاء في تحريات انفجار عبوة غريبة في مبنى تحت الإنشاء بالنزهة، أصاب أهالي المنطقة بالقلق والرعب، وآثار الكثير من التساؤلات، كيف وصلت تلك الدانة لهذا المكان وفي ذات التوقيت، وما هو الهدف من وجودها هنا، وهل هناك شبهة جنائية وراء الحادث؟

تفاصيل الحادث
تدور تفاصيل الحادث، بتلقي قسم شرطة النزهة بلاغا بانفجار جسم غريب بمبنى تحت الإنشاء بمنطقة الملتقى العربي دائرة القسم، وإصابة 4 عمال داخل العقار بإصابات متفرقة.

بالفحص تبين أنه منذ نحو 25 يوما، وأثناء القيام بأعمال إنشاء مول تجاري بذات المنطقة عثر العمال على قاعدة دانة من مخلفات الحروب وتركوها داخل الموقع، وصباح اليوم عبث بها أحد العمال مما أدى إلى انفجارها، وأسفر ذلك عن إصابة (4) عمال بالموقع، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج، فلم تكن تلك المرة الأولى للعثور على دانة حروب، ففي سابقة عثر على دانة أخرى بذات الموقع، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والتعامل معها.

اقرأ.. إصابة 4 عمال في انفجار جسم غريب داخل عقار تحت الإنشاء بالنزهة


مواد الإنشاء
يقول "عادل العمدة" الخبير العسكري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، دانات الحروب يتم دفنها ضمن مخلفات الحروب بباطن الأرض في مناطق إنشاءات الحروب، وعند البناء يحصل العمال والمقاولون على رمال من الصحراء، تنتقل تلك المخالفات في مادة البناء للمناطق السكنية كما حدث في النزهة، مؤكدا أن تلك الدانة تنتقل في عربيات الرمال، ويعثر عليها بعد ذلك، وإذا لم يتم التعامل معها بالشكل الأمثل تنفجر كما حدث.

تابع.. تفجير دانة من مخلفات الحروب بالكيلو 109 بطريق «السويس- القاهرة»


شبهة جنائية
وفي السياق نفسه، استبعد "أحمد رجائي" الخبير العسكري وجود أي شبهة جنائية بالحادث، خاصة أن تأثيرها ضعيف جدا مقارنة بالطبيعي، موضحا دانات الحروب كوارثها كثيرة، وإلحاقها الضرر بـ4 عمال فقط، يؤكد أن عمرها يفوق عشرات السنين، في وقت نعاني فيها من قدرات إرهابية لعمل عبوات ناسفة شديدة.

اقرأ أيضا.. رئيس حي النزهة: موقع انفجار دانة المدفع كانت تُجرى فيه تدريبات عسكرية


الاحتفاظ بها
وأشار الخبير العسكري إلى أنه من المرجح أن تلك الدانة كانت مع مجند احتفظ بها منذ الحروب من باب الذكرى، وتخلص منها في تلك المنطقة، دون مراعاة للمعايير المتعارف عليها للتعامل مع مخالفات الحروب، مضيفا السيناريو المتوقع الثاني أن تلك الدانة نقلت مع مواد البناء وبالأخص الرمال من الصحاري لتشييد هذا المبنى.