رئيس التحرير
عصام كامل

سر طرد هشام عبد الحميد من قناة الشرق.. يقدم محتوى علمانيا لا يناسب أيدلوجيا الإخوان والإسلاميين.. مسك العصا من المنتصف ورفض الهجوم على الدولة المصرية وحلفائها بالمنطقة.. قيادي منشق: «ورقة واتحرقت

هشام عبد الحميد
هشام عبد الحميد

لأول مرة منذ 3 سنوات، يبتعد هشام عبد الحميد عن شاشة قناة الشرق، إحدى أذرع جماعة الإخوان الإرهابية الإعلامية، ولم يفلح التكتكم على الخبر طوال الأيام الماضية، ليضطر أيمن نور مالك القناة للاعترف بفسخ التعاقد مع عبد الحميد، ليزيد من شعر ضحاياه بيتا جديدًا.


انقلاب ناعم

طوال العام الماضي، كانت جماعة الإخوان الإرهابية تحرض على هشام عبد الحميد؛ فأصبح غير مرغوبا فيه لديها، بدأت سيناريو تطفيشه بالتحريض عليه بتهم عديدة، منها مسك العصا من المنتصف على أمل العودة لمصر، دون خلافات مع الأجهزة الأمنية، والترويج للعلمانية من على منبر إسلامي.

كانت الجماعة ولازالت ترفض السماح للعاملين معها العمل بمبدأ مسك العصا من المنتصف، فإما الوقوف معها على نفس الدرجة من التطرف تجاه الدولة المصرية، أو الابتعاد عنها وتكملة الطريق بشكل منفرد، ودفع فاتورة المواقف الرمادية المكروهة لديها.

"عبد الحميد" منذ اليوم الأول له في قناة الشرق وهو يسلك طريقا مختلفا عن مذيعي الإخوان، سعى من خلاله لفرض نوع من الحوار الهادئ على الشاشات، في الوقت الذي لم تنقطع محاولاته المتكررة لملاطفة الإسلاميين، وإعداد تقارير متتالية في برنامجه تدافع عن رموز الإخوان، وعلى رأسهم سيد قطب، رغم معاداة الأخير للمنهج العلماني، الذين يدين به عبد الحميد، إلا أن هذه المحاولات جميعا ذهبت سدى.

لم يستطع الفنان الذي رضي لنفسه الارتماء في أحضان الجماعة الحصول على أدنى درجة من القبول لدى المشاهد الإخواني، مما صنف برنامجه في النهاية ضمن أقل نسبة المشاهدات، في قائمة تفضيلات جمهور القناة، بما جعل ضعف المشاهدات بمثابة مخلب قط لأيمن نور، للتخلص من صداع عبد الحميد وأزماته مع الإخوان.

هجوم شرس ضد عبد الحميد

يقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن أيمن نور استطاع استقطاب هشام عبد الحميد قبل ثلاثة أعوام، ليقدم برنامجا بعنوان بالتأكيد، وحاول الفنان المعتزل من خلال عمله الجديد الحديث عن الوجه الآخر له، وظهر لأول مرة بحس سياسي ثقافي من طراز مختلف.

وأضاف، أن عبد الحميد حاول نشر التنوير بين صفوف هذا التيار، وتنمية ثقافتهم عن حقوق الإنسان في لغة الحداثة، وهي القناعات التي لم تلق قبولا عند الجماهير الإخوانية والتيار الإسلامي عموما، وأصبحت كل حلقة لعبد الحميد تحفل بالعديد من الموجات الهجومية الشرسة ضده.

فيما أكد طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه طوال سنوات كان وجود هشام عبد الحميد على شاشة الشرق يشكل ضغوطا مكثفة على أيمن نور، رئيس مجلس إدارة القناة، لإنهاء عقده؛ بسبب عدم تقديم برامجه أي دفعة للقضية الهلامية التي تجمع مطاريد المعارضة في الخارج.

وأوضح البشبيشي، أن أيمن نور استهدف من استقطاب فنان بقناعات هشام عبد الحميد للظهور على شاشة تقدم محتوى يناسب جمهور أصولي، إعطاء برهان قوي على قدراته السياسية في الحشد، وتقديم شهادة اعتماد رسمية لدى مصادر التمويل، باعتباره عراب المعارضة وصانعها في الخارج، وحتى يصنع هالة من الأضواء حوله تعوض تراجعه على جميع المستويات منذ اندلاع ثورة يناير، مردفا: يبدو أن دور عبد الحميد انتهى، وأصبح كارت محروق لنور، ولهذا تخلى عنه.
الجريدة الرسمية