قضية «حفيد البنا» تكشف شبكات الإخوان السرية في فرنسا.. سبوبة المراكز البحثية تضمن سيطرة الجماعة على الباحثين والإعلاميين.. باحث: التنظيم وظف سوء العلاقة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لص
فتحت فرنسا غطاء، التطرف على مصراعيه بعد إلقاء القبض على طارق رمضان، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية؛ فالداعية الشاب «الكاجول» الذي تسير التحقيقات الباريسية إلى إثبات تهم الاغتصاب بحقه، كانت بداية لسلسلة تحقيقات كشفتها السلطات، وأكدت وجود شبكات إخوانية سرية، تتوغل داخل البلاد، للتأثير على قرارها وعلاقاتها بالدول الأخرى.
اختراق إخواني
قضية «رمضان» كشفت عن العديد من المفاجآت، بحسب التقرير الذي أصدره معهد "la montaigne" للدراسات السياسية، حول المراكز البحثية التي لجأت إليها الإخوان، لتوطيد علاقتها بكافة مكونات الرأي العام الفرنسي، حتى تضمن لنفسها في النهاية موطئ قدم في السياسة الفرنسية.
من خلال مراكز الأبحاث تلك، اتضح أن هناك إسراعا مريبا في نشر الأيديولوجيات الإسلامية، انطلاقا من الفكرة الإخوانية التي كان يمثلها طارق رمضان؛ وبتتبع الأدوات نفسها والوسائل والشبكات التي استخدمها الإخوان في الغرب، والجالية التركية في أوروبا، وبعض الحركات السلفية، تبين أن هناك رابطا بين الجميع، تقوده الجماعة.
طوال سنوات، كانت الإخوان تروج الكثير من الحجج للإعلام الأوروبي، حين تسأل عن السبب من خلف كل هذه المؤسسات البحثية التي تتخذ طابعا دينيا، وكان الرد واحدا في كل السياقات، «تحصين الأقليات المسلمة من الثقافة الغربية»، وكأنها سبه، أو الطائفة الإسلامية هناك لن تعيش إلا على خلق حالة من الاختلاف في كل مكان، حتى لو كانت في أرض تتسع لكل الثقافات ولا تحتاج لهذا النوع من التفكير المرضي.
فكر شيطاني
إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن الإخوان استطاعت خلال العقود الماضية، استغلال حالة الخمول من الحكومات الفرنسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمراكز البحثية، بطريقة شيطانية، خاصة بعد سيطرة التوجهات الاشتراكية على العديد من الحكومات، ولجوئها لخفض الدعم، من أجل توجيه المال لخدمة المواطن في المعيشة، ومساعدته على مواجهة ارتفاع الأسعار.
ويوضح ربيع، أن طارق رمضان، كان يقدم الكثير من الدعم للباحثين، أو الراغبين في دراسة قضايا الشرق الأوسط، والتحولات الديمقراطية في المنطقة، ودراسة الإسلام، مشيرا إلى هذه الأموال كانت أسهل للكثيرين من الباحثين الغربيين الذي درسوا قضايا الإسلام السياسي، بما أثر عليهم في النهاية، ووضعهم تحت الوصاية الإخوانية، التي توسعت في تدشين المراكز البحثية، وخاصة تلك التي كانت على صلة بصناعة القرار.
سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى هو الآخر، أن بذرة الإسلام السياسي، بكل ما تمثله من تناقض أصبحت شديدة الخطورة على الغرب، الذي أدرك مؤخرا أن فتح الباب للإسلاميين، يعارض قيم أوروبا، ولاسيما أنها تشوه الليبرالية، ومبادئ الفردية، وتطعن في المساواة بين الرجل والمرأة، والكثير من القضايا التي يعتبرها الأوروبيون، من مبادئ المجتمع المفتوح في الغرب.
ويرى الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن التضييق على الإسلاميين، وخاصة الإخوان في فرنسا، لايعني إلا الخوف منهم، خاصة بعد شيوع الإرهاب الذي اخترق المجتمعات، وجعلها في مواجهة تهديد مباشر، من جراء تفشي الأصولية، في بلدان لا حاجة لها بها، على حد وصفه.