هل يجوز الاحتفال بثورة مسروقة؟
حالة من الحزن تسيطر على أغلبية الشعب المصرى بعدما سيطر الإخوان على الحكم وخالفوا وعودهم السياسية من أجل الوصل إلى الكرسى، بعدما استغلوا أحاديثهم عن حقوق الشهداء وظلوا يغنوها علينا بأصواتهم المفزعة طوال عامين متتاليين، حتى أصبح شعار الثورة الفرنسية يظهر الآن فى مصر وهو "ثورتنا صنعها الأبطال وحصد ثمارها الأوغاد".
فعندما قامت الثورة لم نرى إخوانيا واحدًا فى الميادين وفجأة وبعد ثلاثة أيام من تعين اللواء عمر سليمان نائبًا للرئيس السابق، وسقوط عدد من الشهداء الأحرار خرج الإخوان إلى الشارع يهتفون ضد النظام وضد مبارك ويطلقون عليهم لقب الفلول، ويتهمون النظام السابق بأنه يحجر على الآراء ويطبق حالة الطوارئ ويمنعهم من ممارسة الأعمال السياسية، وراحوا يحاولون كسب ثقة المجلس العسكرى ويعقدون معه الاتفاقيات السياسية بحجة مصلحة الوطن حتى أعلنوا أنهم لن يشاركوا فى انتخابات الرئاسة.
أعلنها محمد مرسى فى مارس 2012 بقاعة مؤتمرات جامعة الزقازيق أنه لا نية لترشيح أحد من الإخوان فى الانتخابات الرئاسية، ولم تمر إلا شهور قليلة وأعلن خيرت الشاطر عن ترشيحه بحجة الدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافها، ومن بعده جاء محمد مرسى مرشحا احتياطيًّا وراحوا يطلقون شعارات الفزع والرعب فى قلوب المصريين بحجة إشعال النيران فى الدولة إذا لم يفُز الإخوان بكرسى السلطة.
لم يجد المجلس العسكرى مفرًا من إعطاء مفاتيح الدولة للإخوان، فجلس محمد مرسى على العرش واستطاعات القوى السياسية الأخرى أن تظهر على الساحة واتحدوا مع بعضهم من أجل تكوين جبهة سياسية إسلامية، والغريب فى الأمر أن التيارات المدنية اكتفت بدور المشاهد وراحوا يصارعون على الوصل إلى السلطة والظهور ولم يفكروا فى الاتحاد والترابط منذ البداية، وتركوا ثورتهم تمر أمام أعينهم وتسرق دون أن يفعلوا شيئًا واحدًا من أجل الحفاظ عليها، فحمدين صباحى ابتعد عن عبدالمنعم أبوالفتوح بعدما ظلوا أصدقاء الكفاح فى المعارضة، وقيادات 6 إبريل اختفوا من الواقع السياسى، ولم يكن هناك أحد من أصحاب الثورة الحقيقين متواجدًا على الساحة حتى الآن، وعندما فكروا فى الترابط كانت السفينة قد تحركت من موقعها الحقيقى إلى المقر الجديد الذى من الصعب أن يتغير "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".