رئيس التحرير
عصام كامل

سر سفر ذهب السكري للخارج ؟ «4»

فيتو

يتساءل الكثيرون على أسباب سفر الذهب من منجم السكري إلى الخارج، ولم يعد مرة أخرى بعد تنقيته بالشكل المطلوب، «فيتو» تعرفت على القصة الكاملة خلال المعايشة التي أجرتها داخل المنجم للوقوف على التفاصيل كافة من المسئولين القائمين على إجراءات اكتشاف الذهب، حتى تنقيته وبيعه بالخارج.


وبشأن الأسباب الحقيقية وراء سفر الذهب المستخرج من منجم السكري إلى الخارج ولم يعد مرة أخرى، كشف العميد عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري، أن جميع مناجم الذهب في العالم تنتج الذهب على هيئة سبائك، نسبة تركيز الذهب فيها تترواح ما بين 60% أو أقل إلى 94%، والنسب الباقية عبارة عن شوائب وحديد وفضة ورصاص، ولذا نقوم بتنقية سبائك المنجم بالخارج حتى تصل نسبة تركيزها من الذهب الخالص إلى 99.99%؛ لأنها تباع في بورصة الذهب بالأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه يتم تنقية الأوقية الواحدة بسعر يتراوح ما بين دولار إلى دولارين.

وعن شروط البنك الدولي وبورصة الأسواق العالمية لبيع الذهب، أكد "الراجحي" أن من أهم تلك الشروط أن يكون الذهب على درجة نقاء عالية بنسبة 99.99%، فإذا كانت درجة النقاء أقل من ذلك لا يعترف به عالميا، ولن نستطيع بيعه.

وبسؤاله على السبب وراء عدم وجود معامل بمصر تقوم بتنقية الذهب بدلا من سفره بالخارج، أوضح أن المشكلة ليست في إنشاء المعامل، فالمنجم يمتلك معمل عينات وقادر على التنقية، لكن المشكلة الكبرى أنه لا بد من الحصول على ختم من البنك الدولي لكي يؤهلنا إلى القيام بهذه المهمة.

والحصول على الختم مشروط بإنتاج كميات كبيرة من الذهب تتراوح من 200 إلى 250 كيلو جرام ذهب من المنجم يوميا، لكن إنتاجنا أقل من ذلك المعدل بكثير، كما أن الأمر صعب على مصر بشكل عام لعدم وجود مناجم تنتج هذه الكميات، مشيرا إلى أن هناك مشكلة أخرى، تكمن في أن البنك الدولي يفرض ضمانة مالية على معامل التنقية في حالة حدوث أخطاء في عمليات التنقية أو شيء مخالف لقواعد البنك الدولي، حتى إذا تم توفير الكميات المطلوبة للتنقية.

ولم يعد الذهب مرة أخرى إلى مصر بعد التنقية، حيث يباع في الأسواق العالمية بالعملة الصعبة، ووفقا لمدير عام منجم السكري فإن تكلفة إنتاج الأوقية بالمنجم تتراوح من 600 إلى 700 دولار، ويبلغ سعر بيعها في الخارج بنحو 1200 دولار، وبعدها يتم اقتسام الأرباح بين الدولة والمنجم.

وعن رحلة تأمين الذهب من المنجم إلى السفر بالخارج، قال "الراجحي" إنه يتم وزن السبيكة ثلاث مرات قبل أخذ العينة، وبعدها يتم ختمها بثلاثة أختام، ثم تأتي بعد ذلك إجراءات شحن وتأمين الذهب إلى الخارج تحت مظلة حماية من قوات شرطة مرسى علم والجيش والأمن القومي، وتستخدم في سبيل ذلك سيارة ألمانية الصنع مصفحة ضد الرصاص والأسلحة النارية.

وبشأن مرحلة الشحن، أوضح أن جميع العمليات الخاصة بشحن الذهب إلى الخارج تتم بحضور مندوبين من هيئة الثروة المعدنية ومصلحة الدمغة والموازين، بالإضافة إلى إجراءات الأمن الصارمة، حيث يتم تفتيش كل من يدخل إلى حجرة الذهب بمن فيهم مدير المنجم نفسه، ولم يتم تهريب الذهب من المنجم، فهذا مستبعد تماما؛ حيث يوجد 89 كاميرا مراقبة تراقب كل صغيرة وكبيرة، وترصد كل ما يحدث في المنجم، منهم 28 كاميرا داخل غرفة الذهب وحدها، و=التي ترصد كل التحركات.

وتنشر "فيتو" السبت المقبل الجزء الخامس.. عن «أين تذهب إيرادات منجم السكري من الذهب ورصد إنتاجه؟»
الجريدة الرسمية