من الصخور إلى السبائك.. كيف ينتج الذهب في منجم السكري؟ (صور) (٣)

تنشر "فيتو" الجزء الثالث من المعايشة الميدانية التي قضتها في منجم السكري للذهب، والتي رصدت فيها مراحل إنتاج الذهب من الصخور وتحويله إلى سبائك وتنقيتها، وتأتي هذه المرحلة بعد تفجير الصخور من أعماق منجم السكري والتي سبق نشرها في الجزء الثاني مساء أمس الثلاثاء.

كشف لنا أحد العاملين بمصنع استخلاص الذهب في منجم السكري خلال جولتنا الميدانية تفاصيل مثيرة عن كيفية تحويل الصخور إلى سبائك ذهب وتنقيتها.

وعن كيفية إنتاج الذهب، يقول المهندس محمد عز الدين، أحد مسئولي مصنع إنتاج الذهب بالمنجم: الأمر ليس سهلا كما يعتقد البعض فعملية إنتاج الذهب من المنجم تتم على عدة مراحل صعبة.

وبسؤاله عن تفاصيلها، أكد أنه بعد تفجير الصخور في المنجم ونقلها إلى مصنع إنتاج الذهب يأتي دور الكسارات في تصغير أحجام الصخور بأقل قدر ممكن.

وبخصوص أنواع الكسارات المستخدمة في تفتيت الصخور، أوضح "عز الدين" أن هناك نوعان من الكسارات وتنقسم إلى كسارة أولية والتي تستقبل الصخور من المنجم وتعمل على تصغير أحجامها من ٥٠ سم إلى ١٢٠ ملليمتر ثم تحويلها إلى النوع الثاني من الكسارات الثانوية والتي تصغر أحجام الصخور إلى ٢٠ ملليمتر.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل هناك مراحل أخرى تمر بها صخور الذهب في المصنع فيقول "عز الدين": بعد تحويل أحجامها إلى ٢٠ مليمتر تنتقل إلى المرحلة الثانية والتي تسمى "إعادة الطحن" وفيها يحدث تصغير أحجام الصخور من ٢٠ ملليمتر إلى ٨٥٠ مايكرو ثم طحنها مرة أخرى حتى تصغر إلى ٢٥٠ مايكرو ويستمر الطحن حتى تصل أحجامها النهائية إلى ٧ مايكرو.

وبعد طحن صخور الذهب إلى أحجام صغيرة عن طريق الكسارات يتم إضافة كميات من المياه عليها إلى أن تصبح طينا، وبعد ذلك يتم إضافة مواد كيميائية عليها إلى أن تصل المرحلة الثالثة وهي "التعويم".

وفي تلك المرحلة يتم تعويم الذهب باستخدام مواد كيميائية لفصل محلول غني بالذهب والذي يتم معالجته فيما بعد بتركيز صغير من الكربون النشط لفصل الذهب من المحلول.

ويجري فصل الذهب المتجمع على سطح الكربون وتحويله إلى صفائح باستخدام الخلايا الكهربائية ثم يتم تجفيف الصفائح وصهرها في الفرن تحت ١٢٠٠ درجة مئوية ثم يتم صب سبائك الذهب وتنظيفها وختمها، حيث تحمل كل سبيكة رقم لسبائك منجم السكري.

وبعد انتهاء عمليات استخلاص الذهب في المصنع، تتم عمليات الفصل بالكامل في غرفة فولاذية يطلق عليها غرفة الذهب وهي تخضع للمراقبة طوال 24 ساعة من خلال كاميرات ترصد وتسجل المرحلة الأخيرة لصب وسبك الذهب، لضمان استحالة فقد جرام واحد منه.

وتتمثل المرحلة الأخيرة في صب الذهب في سبائك ومعايرتها وإعدادها للتصدير تحت إشراف لجنة ثلاثية من المنجم (أمن ومصنع) والثروة المعدنية وتفتيش المناجم وهيئة الدمغة والموازين.

وتوضع السبائك في خزينة، وفي اليوم التالي من الصب يتم استخراج الذهب من الخزينة وتخضع لعملية الوزن وتأخذ منها عينة لتحليلها لمعرفة نسبة الذهب في السبائك وبعد الانتهاء من التحليل يتم وزن السبائك مرة أخرى، وتشمع السبائك بالشمع الأحمر وتختم بختم الدمغة والموازين ويكتب تقرير شامل قبل الشحن ثم تأتي سيارة تابعة لإحدى شركات النقل المعروفة للشحن وتخرج في حراسة مشددة من كافة الجهات والشرطة إلى مطار مرسى علم.

وتنشر "فيتو" الجزء الرابع غدا.. لماذا يسافر الذهب إلى الخارج ولا يعود؟