«حان وقت التفجير».. كيف يستخرج الذهب من منجم السكري؟ (فيديو) «2»
نشرت «فيتو»، أمس، الجزء الأول من المعايشة الميدانية التي قضتها داخل منجم الذهب في جبل السكري، ورصدت فيها باستفاضة ما تم إنفاقه على المنجم من أبحاث ودراسات في أول عشر سنوات من العمل في المنجم، والتي أكدت أن الصخور في جبل السكرى محملة بالذهب.. ونستعرض اليوم طريقة تفجير الصخور لاستخراج الذهب، وما يتم من إجراءات قبل تنفيذ العملية.
يعتقد البعض أن طريقة تفجير الصخور لاستخراج الذهب من المنجم تتم بطرق بدائية بسيطة، ولكن الواقع يشير إلى أن الأمر ليس سهلا، فعملية التفجير تُنفذ وفقا لقواعد لا يُسمح لأحد من القائمين بهذه المهمة الخروج عن مسارها، أول هذه القواعد إخلاء المكان من العاملين، حتى يتم التفجير، فأثناء وقوفنا أعلى منجم السكرى تعالت أصوات الإنذارات لإجلاء كل العاملين من المنجم والابتعاد عنه لمسافات طويلة، وحين سألنا "ماذا يحدث؟" رد أحد العاملين: "لقد حان وقت التفجير".
ولأن طرق التفجير تعد من المهام الأساسية للحصول على الذهب من صخور المنجم، كان لنا أحاديث جانبية مع القائمين بالمهمة، فسألنا المهندس محمد فرغلي، مدير عام التعدين بمنجم السكرى للذهب، عن طريقة تفجير الصخور لاستخراج الذهب من المنجم، فأجاب: «قبل التفجير نقوم بحفر الآبار على عمق 40 مترا من الصخور أولا، ثم يأتي دور الجيولوجين بإجراء العينات على عمق 2 متر من كل عينة، ويتم إرسالها إلى المعامل لتحليلها والتأكد من وجود صخور محملة بالذهب استعدادا لتفجيرها».
مدير عام التعدين بالمنجم أوضح أنه بعد إثبات العينات وجود نسبة ذهب في الصخور تأتي مهمة مهندسي التفجير في حقن الآبار بمواد تستخدم في عمليات تفجير الصخور على عمق 20 مترا، وبعد ذلك يتم وضع الرسومات بخطوط ألوان على المناطق المحملة بالذهب عقب تفجيرها، استعدادا لنقل صخورها إلى مصنع الاستخلاص لتكسيرها وطحنها وتنقية الذهب منها بعمليات معالجة كيميائية.
وعن حجم الآبار التي يتم تفجيرها، قال مدير عام التعدين السطحي بمنجم السكرى، إنه في بعض الأحيان نقوم بتفجير 150 بئرا يوميا محملة بالذهب داخل الصخور، وربما أكثر على حسب المخطط اليومي للعمل.
وبحسب المدير العام للتعدين بالمنجم، فإنه يتم استخراج نحو 10 ملايين طن صخور شهريا، ويستخلص من الطن الواحد يوميا من نصف إلى جرام ذهب، مشيرا إلى أنه في كثير من الأيام نستخدم 100 طن مواد متفجرة يوميا في عمليات التفجير، وربما أقل من ذلك، فهي كميات ليست ثابتة لأنها تختلف على حسب المخطط له في العمل يوميا بالمنجم.
بدوره، قال العميد عصمت الراجحي، مدير المنجم، إنه يتم شراء المواد المتفجرة من شركات تعمل في هذا المجال بقيمة تصل إلى أكثر من مليون جنيه يوميا، مشيرا إلى أن عمليات تفجير الصخور بالمنجم تنقسم لنوعين، الأول "حفر سطحي" وتكون نسبة تركيز الذهب في هذه الصخور ليست كبيرة كما يعتقد البعض، مؤكدا أن كل طن نستخرجه من الحفر السطحي نستخلص منه كمية تتراوح من نصف إلى جرام ذهب.
وتابع أن النوع الثاني يسمى "الحفر تحت الأرض" على أعماق كبيرة ويستخدم فيه أيضا مواد متفجرة لتفجير الصخور، ولكن الميزة في هذا النوع، أن الصخور محملة بالذهب بنسبة تركيز أعلى من السطحي، حيث نستخلص من طن الصخر الواحد من 5 إلى 6 جرامات ذهب لكي يحدث زيادة في الإنتاج.
ونستعرض في الجزء الثالث الذي تنشره «فيتو» غدا، كيفية تحويل الصخور إلى سبائك الذهب وطريقة تنقيته.