المهمة الصعبة!!
لا أعرف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام شخصيا ولم ألتقه من قبل غير أني تابعت أداءه عند توليه منصب مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية.. وهي فترة المهمة الصعبة وفيها اقتحم الرجل معاقل للجريمة كنا نقرأ عن عنفها وعنفوانها وقدراتها المذهلة في زلزلة الأمن بمحافظة القليوبية، وكانت الحكايات التي يرددها الناس توحي أنه لا دولة فوق دولة الخارجين على القانون في بعض مناطق المحافظة المتاخمة لأكبر عاصمة في أفريقيا.
تصورنا في البداية أن الأخبار الواردة من معاقل العنف والبلطجة وتجار المخدرات بالقليوبية مجرد "شو إعلامي"، أو أنها مجرد "هوجة" كان يفتعلها البعض على فترات متباعدة ذرا للرماد في العيون، غير أن المتابعة اليومية أكدت أن أمرا جادا وجديدا تدور وقائعه على أرض القليوبية، وحدث أن قامت قواته في ذلك الحين بالدخول إلى عش الدبابير واقتحام عرين الشر والمخدرات والبلطجة.
ربما أراد اللواء علاء سليم ساعتها أن يقتحم أمرا كان معروف للجميع، بل أن الجماهير العريضة كانت تتندر بقوة نفاذ اللصوص والبلطجية وتجار المخدرات ففيما يهدد الناس اعتبر الرجل أن الحياد خيانة لأمانة يحملها على عاتقه وتآمر على رسالة أقسم أمام الله أنه حاملها فكان ما كان، وصعد الرجل إلى مناطق أكثر عمقا وحساسية في ملف الأمن المصري حتى وصل إلى موقع مساعد وزير الداخلية للأمن العام.
ولأننا أمام بلد كبير مترامى الأطراف وشهد على مدار سنوات مضت عودة للأمن بعد طول غياب وتغييب، فإن توليه لهذا الموقع كان موعدا جديدا مع مهام أكثر صعوبة.. أقول ذلك بمناسبة ما نتابعه من ضربات أمنية في الاتجاه الذي كنا نطالب به وقد كتبت عنه منذ فترة قصيرة في نفس المساحة حول ملفات الأمن الجنائى التي ربما تراجعت أمام غول الإرهاب المستوحش، ونخوض معركة ضده بدماء أبنائنا من قوات الجيش والشرطة.
الأيام القليلة الماضية شهدت ضربات أمنية ووجودا حقيقيا في الشارع نشعر به ونحس بما يقدمه للناس مع نزول قادة كبار على رأس حملات لم نكن نراهم الا في التشريفات أو حراسة المناسبات المهمة.. شيء ما يحدث يتطلب منا جميعا دعمه والإشادة به، فنعمة الأمن واحدة من مقومات الانتماء للوطن، وواحدة من أهم ملفات دعم الاستقرار سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، والأمن كما هو متعارف عليه ليس مهمة ضابط فقط وإنما مسئولية جماعية لا بد وأن نتشارك فيها.