بعد حديث البابا عن توحيد العيد.. الفرق بين الكنيسة الشرقية والغربية
فتح حديث قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن إمكانية توحيد عيد القيامة مع الكنيسة الكاثوليكية، بالإضافة إلى صعوبة توحيد عيد الميلاد مع الكنيسة الكاثوليكية، إلى الاختلافات بين الكنيسة الشرقية والغربية.
وأجاب البابا تواضروس على إمكانية قبول نقل عيد الميلاد إلى يوم 25 ديسمبر، أي توحيده مع الكنيسة الكاثوليكية- الغربية، قائلا إن في بلاد المهجر الفكرة قائمة، لكن في مصر يصعب التوحيد، نظرا لاختلاف التقويم، وفعليًا لا توجد جهود تخص توحيد عيد الميلاد، وقد تم طرح الموضوع سابقٌا في المجمع المقدس في كنيستنا، ولكن لم نأخذ فيه قرارا لاختلاف الأصوات".
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسعى لتوحيد عيد القيامة مع الكنيسة الغربية، مشيرا إلى أن كل أربع سنوات يتفق موعد العيد تلقائيًا بين الكنيستين، مشيرا إلى أن هناك اقتراحا أن يكون الموعد الموحد في الأحد الثالث من شهر أبريل، وهناك أصوات ترى أن يكون في الأحد الثاني، وقال: "لكننا ننتظر إجماع كل الكنائس".
وتابع: "دعونا كنائس كثيرة في العالم لبحث الموضوع، لأن حركة الناس وهجرتهم جعلت الكنائس غير متفقة على مواعيد الأعياد، لكن حتى الآن لا توجد خطوة رسمية لتوحيد عيد القيامة".
وبعد حديث البابا عن توحيد الأعياد، نستعرض الفرق بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية، حيث إنه بعد مجمع خلقيدونية سنة 451 حدث أن آمن بعض المسيحيين بأمور جديدة لم تكن من ضمن الإيمان القديم السابق، فانشق المسيحيون قسمين: الأرثوذكس (أي التقليديين)، وهم مَنْ استمروا على السابق، والكاثوليك، وهم مَنْ آمنوا بما هو جديد.
ومن بين أهم الاختلافات هي "المعمودية "، حيث إن الإرثوذكسية ترى أن المعمودية هي سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء، فيما يجوز للكاثوليك العماد بالرش أو السَّكب.
وأما سر الميرون، فترى الأرثوذكسية فهو سر ينال به المعمد نعمة الروح القدس ومادة السر الزيت، ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة، وتتفق معهم الكنيسة الكاثوليكية إلا أن ممارسته تكون في السن بين 7-12 سنة.
وترى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الاعتراف سر ينال به المعترف الحل من خطاياه إذا تاب عنها واعترف بها، أما الكاثوليك، فكان هناك صكوك غفران تباع وتشترى عن الخطايا السابقة والحالية في العصور الوسطى، ويتم السر وراء الستار.
الأرثوذكس تؤمن في التناول بأنه جسد ودم حقيقيان للسيد المسيح بعد حلول الروح القدس على الخبز والخمر، ولا يجوز استخدام فطير مختمر، ولا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد إلا بعد مرور 9 ساعات، ويشترط الصوم الانقطاعي قبل التناول، أما الكاثوليك، فمنذ القرن 11 بدؤوا استخدام الفطير، ويمنع الشعب من تناول الدم، ويمكن عمل أكثر من قداس على مذبح واحد، ولا يشترط الصوم قبل السر.
الشفاعة في الأرثوذكس، تؤمن بشفاعة السيد المسيح الكفارية عن اتباعها لدى الآب، وتؤمن بشفاعة القديسين عنهم لدى يسوع المسيح، نكرمهم من خلال الأيقونات وحفظ أجسادهم وعمل التماجيد لهم، أما الكاثوليك مثل الأرثوذكس إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة إلى الأيقونات.
الأرثوذكسية ترى أن العذراء مريم وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر، وتحتاج لخلاص المسيح، ولكنها ولدته ولها كرامة عظيمة. "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (إنجيل لوقا 1: 46، 47).
أما الكاثوليك يروا أن العذراء مولودة دون أن تَرِث الخطية الأصلية، ولا تحتاج لخلاص السيد المسيح، ويكادوا يعبدونها.