رئيس التحرير
عصام كامل

«الصحراء الغربية» أرض عائمة على الزيت الخام.. اكتشاف حقل «فاغور» يفتح الباب أمام الشركات للتنقيب.. «البترول» تتوسع في مساحة العمل إلى 65%.. وخطة لزيادة الإنتاج اليومي لمل

فيتو

بعد إعلان شركة "إيني الإيطالية"، عن اكتشاف حقل "فاغور" الضخم على بعد نحو 130 كم شمال واحة سيوة بالصحراء الغربية، والذي سينتج نحو 5130 برميل زيت خام يوميا عقب ربط البئر بالإنتاج، يبقى سؤال، وهو: هل هناك أمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيت الخام أو حتى زيادته من الصحراء والتي أصبحت محط أنظار للشركاء الأجانب في الآونة الأخيرة في عمليات البحث والتنقيب.


ووفقا لتقرير رسمية صادرة من البترول، فإن إنتاج الصحراء الغربية من الزيت الخام يمثل 57% من الإجمالي الكلي، وبحسب الإحصائيات فإنها لم يتم استغلال سوى 30% من مساحة الصحراء الغربية في عمليات البحث والتنقيب، وتتطلع وزارة البترول خلال الفترة المقبلة إلى تكثيف أنشطة البحث والتنقيب بها عن الزيت الخام حتى تصل الرقعة المستغلة بالصحراء الغربية إلى 65%، ما يسهم في رفع الإنتاج اليومي إلى مليون برميل زيت خام يوميا.

ويمكن وصف الصحراء الغربية بالبحيرة العائمة على الزيت الخام، بحسب مؤشرات رسمية من البترول اطلعت عليها "فيتو" التي أكدت أنه تم خلال العامين الماضيين إضافة 100 ألف برميل زيت خام على الإنتاج اليومي الكلي ليرتفع من 560 إلى 660 ألف برميل يوميا، وتخطط وزارة البترول خلال نهاية العام الحالي للوصول بالإنتاج اليومي من 750 ألفا حتى 900 ألف برميل، وذلك من خلال تكثيف أعمال الشركات الأجنبية في مناطق الامتياز بالصحراء الغربية.

واتخذت الشركات الإنتاجية خطوات جادة لزيادة الإنتاج اليومي للزيت الخام وفقا للمخطط له، وذلك بالإعلان مؤخرا عن إجراءات تنفذها مع شركائها الأجانب للقيام بعمليات البحث والتنقيب وتضمنت حفر "شركة "أباتشي" الأمريكية 50 بئرا تنمويا بالصحراء الغربية، وذلك لزيادة معدلات الإنتاج باستخدام أحدث التكنولوجيات لمواجهة التناقص الطبيعي في إنتاجية الآبار في مناطق امتيازها.

زيادة الإنتاج
وتعمل شركة بترول خليج السويس "جابكو"، على زيادة إنتاج الشركة بالصحراء الغربية إلى نحو 82 ألف برميل يوميًا من خلال عدد من الآبار التي تعمل بها بمناطق امتيازها بهدف تخطى الإنتاج اليومي لها إلى مستوى أعلى بنحو 81 ألف برميل.

وضخت شركة عجيبة للبترول، استثمارات خلال العام المالي الحالي بقيمة 237 مليون دولار لعمليات البحث والتنقيب، كما أظهرت نتائج إيجابية في اختبارات آبار شرق أمان وكرنك العميق ومليحة شمال العميق بمنطقة امتياز مليحة بالصحراء الغربية، والتي أكدت وجود احتياطيات تصل إلى 1.1 مليون برميل زيت خام قابلة للاسترجاع، وأنهت الشركة حفر 55 بئرا بمنطقة امتياز مليحة، وتطوير خطوط أنابيب نقل الزيت الخام بحقل مليحة بنسبة 55%.

ونجحت شركة خالدة للبترول خلال العام المالي الحالي في حفر 49 بئرًا منتجة للزيت الخام وتنمية واستكمال تنمية وربط 24 بئرًا استكشافيًا للزيت الخام، وهو أمر أسهم في تحقيق خطة إنتاج الشركة من الزيت الخام بنسبة 110%.

ويبقى سؤال: ماذا بعد وصول الإنتاج اليومى للزيت الخام إلى مليون برميل؟ ولماذا لم يتم استغلال الحدود الجنوبية بالصحراء الغربية في عمليات التنقيب عن الزيت الخام؟ 

مليون برميل يوميا
وفقا للأرقام الرسمية لوزارة البترول، فإن وصول الإنتاج اليومى للزيت الخام إلى مليون برميل يوميا سيؤدي إلى خفض نسبة استيراد الزيت الخام إلى أقل من 10% حيث يمثل الإنتاج الحالي نحو 60% من احتياجاتنا في السوق، ونستورد 40% من الخارج لسد العجز.

وتظهر معضلة حقيقية أمام الشركات الأجنبية للتنقيب على الحدود المصرية مع ليبيا من الجهة الغربية على عكس ناحية الشمال غرب حيث يقول الخبير البترولي الدكتور جمال القليوبي، إن هناك عوامل تجعل التوسع في التنقيب على الحدود المصرية مع ليبيا من الجهة الغربية "صعبا" ومن أبرزها وجود ألغام منذ قديم الأزل بمنطقة العلمين، وعلى امتداد الحدود الجنوبية الغربية بمرسى مطروح، والعمل فيها صعب جدا، والتنقيب مرتبط بإزالتها.

وتوضح مؤشرات صادرة من وزارة البترول أنه في حالة إزالة هذه الألغام ستكون لدينا قدرات واسعة من عملي الاكتشاف والتنقيب عن البترول وتعمل الدولة بمجموعة شاملة من وزارة البترول والاستثمار والدفاع والسياحة على إزالة الألغام.

والعامل الثاني فإن طبيعة الأرض بالصحراء الغربية على الحدود الجنوبية الغربية عبارة عن كثبان رملية متحركة، الأمر الذي يشكل خطرا على الشركات الراغبة في التنقيب بداخلها، والعامل الثالث توجه أغلب الشركات العالمية العاملة في التنقيب إلى مناطق امتياز بالبحر المتوسط؛ للبحث عن الغاز، الأمر الذي أعطى قدرة تنافسية بين الشركات الأجنبية، وأصبح الكل يسارع في العمل في المياه العميقة بالبحر المتوسط.
الجريدة الرسمية