رئيس التحرير
عصام كامل

بلح الواحات يغزو أوروبا.. 60 ألف طن يسقيها عرق الرجالة (صور)

فيتو

تعد محافظة الوادي الجديد من أكبر المناطق إنتاجا لمحصول البلح على مستوى الجمهورية بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة، حيث تمتلك ما يقارب 2 مليون نخلة من مختلف الأصناف المتنوعة ينتجون نحو 60 ألف طن سنويا من أجود أنواع التمور، فيما تبلغ المساحة المنزرعة بالتمور 21 ألف فدان.


تمكنت المحافظة من التوسع في زراعة أكثر من 3 آلاف فدان خلال العامين الأخيرين، فيما يبلغ عدد المصانع ووحدات التصنيع التي تقوم بتجميع وتغليف البلح نحو 45 مصنعا ووحدة صغيرة.

وينتظر مزارعو الواحات كل عام موسم جمع التمور بفارغ الصبر حتى يقوموا بسداد ديونهم وتزويج أبنائهم والاستعداد للموسم الدراسي، فهو مصدر رزق كبير لآلاف المواطنين الذين ينتظرون جمع التمور مرة واحدة في العام، وسط فرحة كبيرة، حيث كان قديما يتغنى المزارعون بأغان عديدة أثناء جمع المحصول وذلك احتفالا بالرزق الذي سوف يحققونه، ومن سطور هذه الأغاني "يا بلح الواحات يا جميل على النخيل في الهوا بتميل"، ويا طالع النخلة هاتلى معاك بلح"، "عملوك خشاف ومربى وصدروك على أوروبا يا بلح الواحات يا جميل" ، وغيرها من الجمل والأغاني المتنوعة التي كانت تجلب السعادة على المزارعين أثناء جمع البلح خاصة أنه المحصول الوحيد الذي تجود زراعته في الواحات بنسبة 100 % وذلك بسبب تحمله درجة الحرارة المرتفعة والظروف المناخية المتقلبة وملوحة الأرض فضلا عن العطش والتربة الرملية.

أحمد عبد الله أحد المزارعين بدأ منذ الصباح الباكر في جمع محصول البلح الخاص به، برفقة أبنائه حيث يمتلك مزرعة، ورثها عن والده مساحتها خمسة أفدنة جزء منها مزروع بالنخيل والآخر بمحاصيل أخرى تشمل أعلافا لإطعام الماشية والأغنام الخاصة به.

الأقفاص البلاستيكية والأجولة والمناجل والحبال هي عدة الشغل كما يلقبها عبد الله، والتي يعمل بها طوال اليوم في جمع المحصول، حيث يستطيع هو وأبناؤه جمع 2 طن من التمور يوميا، لافتا أن عملية الجمع من العمليات الصعبة التي تحتاج إلى عمالة كثيف خاصة أنه يتم قطع العراجين وفرز البلح الأصفر والتالف من البلح الناضج ثم يتم تعبئته في الصناديق ووزنها وتحميلها على السيارات.

عبد الله يؤكد أن عملية الجمع هي المرحلة الخامسة والنهائية لعدة مراحل تتم على مدار 9 أشهر كاملة تبدأ من شهر ديسمبر وتنتهى في سبتمبر، حيث يقوم المزارعون بعملية حرث الأرض عقب كل موسم وتقليم النخيل جيدا وتنظيفه، ثم تأتى مرحلة التلقيح ثم مرحلة تسميد النخيل وبعدها تتم مرحلة تدلية العراجين الصغيرة، ثم تأتى مرحلة التزميط وأخيرا مرحلة جمع المحصول لافتا أن محصول البلح دورته كبيرة للغاية.

وقال عبد الله إن المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة هذا العام بسبب العواصف الترابية وتقلبات الطقس وارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، والتي أثرت على المحصول وأدت إلى تلف كميات كبيرة منه قبل جمعه، فضلا عن عدم مساعدة الدولة للمزارعين وترك السعر يحدده عاملا العرض والطلب وهو ما جعل المزارعين فريسة سهلة لكبار التجار الذين حققوا مكسبا كبيرا على حساب جهده وتعبه.

وأكد عبد الله أن المحافظة تقوم بشراء سعر كيلو البلح من المزارعين بسعر 15 جنيها للكيلو وهناك نسبة خصم وجفاف تبلغ 3% على كل كيلو، لافتا أن هذا السعر غير عادل رغم أنه تحسن قليلا عن العام الماضي وذلك لعدة أسباب، أولها أن بلح الوادى الجديد مصنف عالميا ويحتاج لعناية خاصة تكلف المزارعين الكثير طول العام، مشيرا إلى أن التجار يشترونه بـ 15 جنيها ويقومون ببيعه 24 جنيها، كما أن بلح الواحات فشلت زراعته في المحافظات الأخرى لذلك فهو ذو جودة وطبيعة خاصة.

وأوضح عبد الله أن بعض المزارعين لجأوا إلى تنفيذ ثلاجات تمور خاصة بهم وذلك لمواجهة احتكار التجار للأسعار، مشيرا إلى أن هذه الثلاجات يتم بناؤها في المزراع الخاصة بهم ويتم تخزين البلح بها حتى شهر رمضان، وهى فرصة جيدة يقوم فيها المزارعون ببيع محصولهم بسعر كبير وتحقيق مكسب مرتفع بعيدا عن وساطة التجار وأصحاب المصانع.
الجريدة الرسمية