رئيس التحرير
عصام كامل

«سيد قطب» رائد فقه التكفير بالعالم.. اتهم مخالفيه بالردة.. كفّر مسلمي القرون الأولى.. اعتبر من لم يحكم بالإسلام كافرًا وينتمي للجاهلية.. مهد الأرض للجماعة.. وباحثون: تخطى الخوارج في التطرف و

 سيد قطب
سيد قطب

قبل 52 عاما، أُعدم سيد قطب، إمام التكفير الذي نبت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية، وحتى الآن لم تغسل خطاياه رغم محاولة الجماعة إجلاء فكر التكفير عنه، إلا أن أغلب الذين تناولوا كتابات سيد قطب بالبحث والتحليل، أكدوا أن من يريد محو هذه التهمة عنه، ليس إلا جاهل أو معاند، لما أجمع عليه العلماء.


إمام الخوارج
كان سيد قطب يستخدم لفظ الردة على مخالفي أفكاره، وهي تهمة أشد قسوة من التكفير، ولم يترك الرجل أحدا إلا ورماه بأفكار التكفير، لدرجة أنه كفر مسلمي القرون الأولى، واعتبرهم خوارج على دائرة تعاليم الإسلام في سياسة الحكم، وكما اتهم مسلمي القرن العشرين بالجاهلية والرد والنكوص عن شهادة لا إله إلا الله، إذا ما لم يعتقدوا بألوهية الله وحده، وبالطبع حسب الأفكار القطبية.

يقول سيد قطب في كتابه الشهير ظلال القرآن: «ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله»، ويضيف: البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد الذين شرعوا السياسة والنظام والتقاليد والعادات والأزياء والأعياد خصائص الألوهية.

ويضيف: لم تعد توحّد الله وتخلص له الولاء، إذن فالبشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشد عذابًا يوم القيام، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد، من بعدما تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله.»

المسلمون جميعا "كفرة"
لم يستثن قطب المسلمين من تهمة الردة عندما جمّع البشرية في وعاء كفُري واحد، بل أنه جزم في نفس الكتاب، بعدم وجود دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، على وجه الأرض، يتعامل وفقا لشريعة الله والفقه الإسلامي، رغم إقامة الدولة السعودية في هذا التوقيت، حكم على منهاج الشريعة، ووفقا لامتدادات فقه ابن حنبل، المعروف بالتشدد في التدين، وهي العقيدة التي يدين بها معظم أبناء الجزيرة العربية والخليج، بما يعني أن مزاعم قطب كانت موجهة بامتياز، حتى يخلي الساحة لإقامة الدولة الإخوانية التي يرغب فيها.

يجمع الكثير من علماء الدين، أن سيد قطب، وصل لتطرف في الدين، لدرجة أسوأ من الخوارج أنفسهم، بما وضعه على قمة التكفير وأهله، خاصة أنه كان يدعو إلى الثورة على السلطة دائما، ووصف أي مخالف سياسي وفكري لما يعتقد، بالحركات المحرمة المغبونة، بحسب وصفه، وكان يطلق هذه الأوصاف على الشيوعية والاشتراكية والثورية نفسها، وعن هذه الأيديولوجيات يسرد تفاصيل لا يمكن تصورها في كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية».

الإخوان آباء العنف
يقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان، إنهم تشربوا منهج العنف من سيد قطب، الذي سار على منهج حسن البنا، الذي لم يدشن الجماعة للدعوة والوعظ والإرشاد كما يشاع، ولكن لتحقيق حلمه في إعادة الخلافة الإسلامية تحت مفهوم «أستاذية العالم» الذي تنطوى خلفه، فكرة السيطرة السياسية والعسكرية على العالم بأسره، بحسب وصفه.

وأوضح «عيد» أن سيد قطب، كان عضوا بمكتب الإرشاد وأعدم عام 1966 بتهمة التآمر على نظام الحكم، لافتا إلى أن قطب هو الذي وضع بذرة التكفير المعلن، وعلى يديه تربى محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان الهارب، والذي ينتمي للجناح القطبي، وكان أحد أسباب نكبة الجماعة طوال الأعوام الماضية.

ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن كتاب «في ظلال القرآن» لسيد قطب، هو التفسير المعتمد حتى الآن داخل الجماعة، موضحا أن قسم التربية في الإخوان، قائم بشكل كبير على ما خطه البنا وسيد قطب دون تأويل أو تحريف.
الجريدة الرسمية