رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية بحر تآمر عليه البشر والطبيعة فتحول لصحراء (فيديو)

فيتو

مع تغير المناخ وتزايد درجات الحرارة على مستوى العالم وانصهار الجليد وجفاف الأنهار، التي باتت واضحة تلك الأيام وأدت لإزهاق حياة عشرات الأفراد، صدمتنا صحيفة بريطانية، بتحول واحد من أكبر البحار على مستوى العالم لصحراء قاحلة.


وفي مقال بعنوان "القصة الحزينة للبحر الذي اختفى"، تكشف صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أن رابع أكبر بقعة مائية، باتت مقبرة للسفن والأسماك، ليس فقط ذلك، بل ضاعت مهنة سكانه التي كانت قائمة على صناعة السفن وصيد الأسماك.

كارثة الطبيعة
إنه بحر أرال بآسيا الوسطى، الذي يعتبر شاهدا على أكبر الكوارث التي تسبب بها الإنسان، الممزوجة بقسوة الطبيعة، فمن أجل زيادة إنتاج القطن خلال الحقبة السوفيتية، طُبقت خطط صارمة لري الحقول، ما أدى إلى جفاف 90% من بحر آرال، الذي كان يعد أكبر رابع حوض مائي في العالم، بالإضافة إلى العواصف ودرجات الحرارة المرتفعة، وتبخر البحر الذي كانت مساحته نحو 6 آلاف كيلومتر مربع وبعمق 40 مترا، ولم يبقَ منه اليوم سوى 10% من تلك المساحة.

وتروي الصحيفة القصة على لسان عالم البيئة "جيليبوي زيميوراتوف"، الذي يقول أن المكان الآن غادره سكانه، بعد أن كان مقصد لنحو 25 ألف صياد، وينتج 30 نوع من الأسماك، بنسبة 20% من إمدادات الغذاء بالاتحاد السوفيتي، مضيفا أن الحكومة والمزارعين تجاهلوا جهود الحفاظ على البيئة بعد تضاعف سعر الأرز وبدءوا يتسابقون لزراعته.

قصة البحر
وتدور قصة البحر حول نهران كان يصبان به، وهما مهر سرداريا بالشمال وآمو داريا بالجنوب، وقام السوفيت وقتها بتحويل مسار النهرين لري حقول القطن، فأرادوا تحويل منطقة آسيا الوسطى إلى أكبر منتج للقطن في العالم، ونجحوا بالفعل في ذلك خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي عندما تصدرت أوزبكستان منتجي القطن في العالم.

ومع مرور الوقت وتقلص مساحة البحر، تركزت نسبة المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تصل إليه، ما أدى إلى نفوق الحياة البحرية والأسماك.

أمراض عديدة
"موت البحر" لم يؤدِ فقط لانهيار الثروة السمكية بل أدى إلى إصابة السكان بجوراه بأمراض الرئة والكلى، كما زاد معدل وفيات الأطفال، وذلك بسبب زيادة نشاط الرياح والعواصف بالمنطقة، كما بات المناخ قاري، فالشتاء أصبح قارس البرودة والعكس تمام مع الصيف الحار.

واليوم بقيت أجزاء من البحر محتفظة بالمياه، إحداها تسمى ببحر "آرال الصغير"، وتقع في الجزء الشمالي من بحر آرال الأصلي، ويحبس المياه فيها سد إسمه "كاكارال"، والذي سمح برفع مستوى الماء إلى 3 أمتار من أدنى نقطة سجلت لارتفاع المياه في عام 2005، ما أرجع الحياة مبدئيا إلى قاع البحر.

إلا أن بحر "آرال الصغير" يشكل 5% فقط من مساحة البحر الأصلي، ما يعني أن إنتاج الأسماك فيه لن يكون غزيرا كما كان، ويقول مارات نارباييف، نائب مدير الاتحاد الدولي لجمعيات إعادة التدوير في كازاخستان أن السدد جدد ما يسمى ببحر الشمال، وبدأت الثورة السمكية تزدهر فيه من جديد.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
الجريدة الرسمية