رئيس التحرير
عصام كامل

4 ظواهر جفت فيها مياه المسطحات المائية.. «إعصار إرما» يحول جزر البهاما لأرض جرداء.. اختفاء بحر آرال بسبب القطن.. تحركات لإنقاذ البحر الميت.. و«جزر بوليفيا» تواجه نفس المصير

فيتو

تظهر المسطحات المائية سواء كانت بحار أو أنهار، وكأنها قوة خارقة، لم يستطع أحد هزيمتها، تمر عليها سنوات وعقود دون أن تتأثر كثيرًا، إلا أن هناك بحارا وجزرا اختفت وانكمشت في ليلة وضحاها، وتحولت إلى أرض جرداء، إذا لم تضع خطة أو حل لتلك الهولة الطبيعية.


جزر البهاما

كشفت مقاطع مصورة، ظاهرة طبيعية نادرة سببها إعصار «إرما» العنيف والرياح المصاحبة له التي بلغت سرعتها 290 كيلومترا في الساعة، بانحسار المياه عن شواطئ جزر البهاما، تاركا وراءه أرضا جرداء. 

ووفقا لوسائل إعلام محلية، فإن الظاهرة النادرة سببها الإعصار القوى الذي نتج عنه ضغط جوي منخفض، ما أدى إلى سحب المياه إلى مركز العاصفة، فيما أعرب البعض عن مخاوفهم من أن تعود مياه المحيط إلى الشواطئ على شكل موجات مد عاتية «تسونامي»، قال خبراء إن المياه من المحتمل أن تعود ببطء بعد ظهر اليوم.

بحر آرال
«بحر آرال» في آسيا الوسطي، أكبر رابع حوض مائي في العالم من حيث المساحة، فتبلغ مساحته نحو 6 آلاف كيلومتر مربع وبعمق 40 مترا.

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فبدأ انكماش بحر أرال عام 1960 عندما قام الاتحاد السوفيتي بتحويل مياه الأنهار الواقعة في كازاخستان وأوزبكستان وتركمستان لتسقي الحقول الزراعية، بخاصة حقول القطن، وحجب مجري مياه النهرين «أمو داريا» و«سير داريا» التي تغذي بحر «أرال» في شمال شرق الصحراء لري الأراضي المستصلحة في الصحراء. 

وأضافت الصحيفة أن بحر أرال كان يحتوي على جزءين يتصلان ببعضهما، وبحيرة بجانبهما غنية بثروتها السمكية، وتميز «أرال» بنقاء المياه التي تلوثت نتيجة نقل المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية إليه من الأراضي الزراعية والقضاء على الحياة السمكية بأعماقه. 

بدأت عملية جفاف البحر عام 2000 تدريجيًا، حتى فقد 90% من مساحته، وذلك أدى إلى اختفاء الجزء الجنوبي لبحر «أرال» والبحيرة بجانبه بحلول عام 2014، تركزت نسبة المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تصل إليه، ما أدى إلى نفوق الحياة البحرية والأسماك، وتنتشر الآن بقايا صدئة لقوارب كانت يوما غارقة في قاع البحر.

وصنفت وكالة «ناسا» هذه الظاهرة بأكبر الكوارث الموجودة على الأرض التي نتجت عن جهل الإنسان.

اقرأ.. إعصارا «إرما وهارفي» يكلفان أمريكا 290 مليار دولار

البحر الميت
وبالمثل، انكمش «البحر الميت» في الأردن تدريجيا بفعل حرارة الشمس في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح مهدد بالجفاف، بما يمثل أزمة تتحرك ببطء بالنسبة لأولئك الذين يعيشون على شواطئه، لأن العثور على كميات إضافية من المياه لبقاء هذا البحر سيمثل تحديا هائلا.

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه الجميع عن البحر الميت، فإنه سيكون عدم القدرة على الغوص فيه، يرجع هذا إلى أن نسبة الملوحة فيه أكثر ثماني أو تسع مرات من محيطات العالم، وهو كثيف للغاية وغني بالمعادن لدرجة أنه لا يبدو وكأنه مياه طبيعية، ولكن يبدو كأنه زيت زيتون ممزوج بالرمال.

على مدى عقود لا يكتمل قضاء أي عطلة في الأرض المقدسة أو في الأردن بدون التقاط صورة لأحد المستجمين، وهو يجلس عموديا على سطح المياه، في الغالب وهو يقرأ صحيفة للتأكيد على الخصائص الاستثنائية لمياه هذا البحر.

ومن ضمن تحركات إنقاذ البحر، تعاون الأردن مع كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل بالتخطيط لمشروع اُطلق عليه «قناة البحرين»، وهو مشروع مقترح لشق قناة تربط بين البحر الميت وأحد البحار الـمفتوحة (البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط)، مستفيدا من 400 متر الفرق في منسوب المياه بيـن البحار.

جزر بوليفيا
وفي نوفمبر 2016، تسبب الجفاف وتحويل مسارات المياه إلى جفاف بحيرة أخرى في بوليفيا، وذلك بعد 9 شهور من جفاف ثاني أكبر بحيرة فيها.
وذكرت وسائل إعلام أن التغير المناخي والجفاف وتحويل مسار المياه للتعدين، تسبب في اختفاء بحيرة أخرى في بوليفيا، كما كتبت صحيفة «الديبر» البوليفية، أن بحيرة «أورو أورو» التي تبلغ مساحتها 135 كيلومترا مربعا، المشهورة بطيورها انكمشت لتبلغ مساحتها بضعة مترات مربعة.
ويأتي اختفاء البحيرة بعد تسعة أشهر من مواجهة بحيرة «بوبو» التي تبلغ مساحتها 2300 كيلومتر مربع، على بعد 50 كيلومترا أقصى الجنوب، نفس المصير.

الجريدة الرسمية