الحكومة الشبابية الموازية في عيون السياسيين.. عامر: تملأ فراغ غياب الكوادر.. الخبرة أهم شروط اختيار أعضائها.. هاشم: الأولى وجود معارضة.. وحسن نافعة يصفها بـ«العبث السياسي»
أعلن أحمد مقلد، عضو حزب المؤتمر، عن تدشين حكومة المستقبل بالتعاون مع شباب أحزاب الوفد، الحركة الوطنية، مصر الحديثة، الحرية، الغد، الجيل، والإصلاح والنهضة، وأوضح أن الحكومة مكونها الرئيسي الشباب، فضلا عن كونها حكومة سياسية حزبية وتعمل رقميا باستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة، بهدف مد الحكومة باقتراحات وأطروحات لمختلف القضايا والملفات الراهنة، مشددا: "لسنا حكومة معارضة".
الحكومة الموازية
الحكومة الموازية هي حكومة غير رسمية وغير متواجدة على المسار التنفيذي للبلاد، ودون قوة فعلية أيضًا، تتشكل من قبل حزب أو تيّار غير مشارك في الحكومة التنفيذية، غالبا ما تتشكل من أكبر الأحزاب المعارضة في الدولة، وتضم أعضاء من الحزب، يمثلون كافة الحقائب الوزارية، يعملون على معارضة الحكومة الموجودة في الحكم وتدارك أخطائها، متابعة سياسة الوزراء، التعبير عن رأي الحزب المعارض، التفاعل مع القرارات الحكومية وطرح مقترحات مقابلة، فضلا عن كشف أفضل الحلول للقضايا والأزمات بالدولة.
تدريب سياسي
يقول "عادل عامر" رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية، إن الحكومة الشبابية الموازية، شكل من أشكال تدريب الشباب على الممارسة السياسية في ظل غياب الكوادر ذات الخبرة العالية، لتتمكن من توجيه النقد وتقديم المقترحات للحكومة، وتجهيزهم للبرلمان القادم، على أن يشكلوا الحزب القائد للحكومة في البرلمان القادم، مؤكدا على أنه لا بد من أن يكون الشباب المشكلون للحكومة على درجة عالية من التعليم والتدريب، وعلى قدر عال من الثقافة والوعي وإدراك مهام كل وزارة ودورها، وكيفية ممارسة الحياة السياسية بشكل أمثل.
50 عاما
وأشار إلى أن ذلك النموذج لم تره السياسية المصرية منذ 50 عاما، حيث إن الدولة كانت تعيش على نظام الحزب الواحد، ثم تعددت الأحزاب بقرار سيادي، كما أن الدستور السابق كان يمنع ذلك، أما دستور 2014 فسمح بتشكيلها.
الصورة كاملة
وعلى الجانب الآخر، تساؤل "عمرو هاشم ربيع" نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كيف يمكن تدشين حكومة شبابية موازية، ولا يوجد في الأساس معارضة سياسية، ولا أحزاب سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني حقيقية أو إعلام حر أو قضاء مستقل، متابعا: ينبغي استكمال الصورة للحياة السياسية أولا، ثم بعد ذلك تدشين حكومة شبابية، فلا جدوى من تدشينها حاليا، ولن تقدم جديدا في ظل الظروف الحالية.
عبث سياسي
وفي نفس السياق، يقول "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، هذا نوع من العبث السياسي، فالحكومة الموازية فكرة لا تصلح إلا في جو به استقطاب، ولا يوجد حزب في مصر له أغلبية برلمانية تستطيع مواجهة الدولة باقتراحات ونقد حكومته الموازية، مؤكدا على أن الحزب لا بد أن يكون له ثقله وجماهيره وعدد كبير من أعضائها في البرلمان، متسائلا "تلك الحكومة ستكون موازية لمين ضد مين؟!".