رئيس التحرير
عصام كامل

«السعودية VS كندا».. تصعيد سياسي وتهدئة على جبهة الاقتصاد.. إمدادات النفط مستقلة عن الاعتبارات السياسية.. الرياض ترفض أي وساطة وتدرس فرض عقوبات جديدة على أوتاوا.. وتوقف برامج العلاج الطبي لر

فيتو

رفض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الليلة الماضية الاعتذار للسعودية، وذلك بعد ساعات على تهديد الرياض باتخاذ تدابير عقابية.

ويبقى النفط خارج إطار العقوبات، فيما طالب وزير الخارجية السعودية عادل الجبير كندا بالاعتذار، لأنها، حسب تعبيره، "ارتكبت خطأ كبيرا، وعلى الخطأ أن يصحح وتعلم كندا ما عليها القيام بها".

عقوبات جديدة
وبعد يومين على طرد السفير الكندي من الرياض بتهمة "التدخل" صعدت السعودية من لهجتها مستبعدة أي وساطة حتى إنها قالت إنها تدرس فرض عقوبات جديدة على أوتاوا.

وقال وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي في الرياض: "ارتكبت كندا خطأ كبيرا.. وعلى الخطأ أن يصحح وتعلم كندا ما عليها القيام به".

وأثارت السعودية يوم الإثنين الماضي مفاجأة بإعلانها طرد السفير الكندي واستدعت سفيرها وجمدت أي تبادل تجاري أو استثماري جديد مع هذا البلد بعد إدانة أوتاوا اعتقال ناشطين سعوديين.

وقال ترودو: لا نريد أن تكون علاقاتنا سيئة مع السعودية، إنه بلد له أهميته في العالم ويحرز تقدما، مضيفا أن "المباحثات مع السعودية مستمرة"، وذكر بأن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحادثت الثلاثاء مع نظيرها السعودي".

وبالإضافة إلى طرد السفير وتجميد المبادلات التجارية قررت الرياض أيضا نقل آلاف السعوديين الذين يدرسون في كندا إلى بلدان أخرى وهو إجراء يثير قلقا كبيرا في الأوساط الجامعية الكندية.

برامج العلاج الطبي
وذكر الإعلام السعودي أن السعودية أوقفت برامج العلاج الطبي لرعاياها في كندا وبصدد نقل كل المرضى السعوديين إلى دول أخرى، كما علقت شركة الطيران السعودية رحلاتها إلى تورونتو، وطلب البنك المركزي السعودي من زبائنه في الخارج التخلص من الأسهم والسندات والأوراق النقدية الكندية "بأي ثمن" بحسب الفايننشال تايمز الأربعاء.

الجبهة الاقتصادية
بيد أن الجبهة الاقتصادية تشهد تهدئة كبيرة، حيث أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن الجدل مع كندا لن يؤثر على زبائن مجموعة أرامكو النفطية السعودية في كندا.

ونقلت وسائل الإعلام السعودية الرسمية عن الوزير قوله إن إمدادات النفط السعودي مستقلة عن الاعتبارات السياسية، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن الفالح قوله: "إن السياسة النفطية لحكومة المملكة العربية السعودية تقضي بعدم تعريض الإمدادات النفطية التي توفرها المملكة لدول العالم لأي اعتبارات سياسية"، مؤكّدًا أن "هذه السياسة ثابتة ولا تتأثر بأي ظروف سياسية".

الاتفاقات الثنائية
وعبر ترودو الليلة الماضية عن موقف حازم حتى وإن عرض بذلك للخطر الاتفاقات الثنائية بما في ذلك عقد بقيمة 15 مليار دولار كندي (9،9 مليارات يورو) لبيع عربات مصفحة خفيفة للرياض، ويعني إلغاء العقد خسارة آلاف الوظائف في كندا بحسب خبراء.

على صعيد آخر، قالت محامية إن كندا أرجأت ترحيل طالب لجوء سعودي كان مقررا أمس الأربعاء بعد أن طلبت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مزيدا من الوقت لإعادة النظر في القضية.

وقالت آن كاستاجنر محامية الرجل السعودي، الذي عبر الحدود الكندية مع الولايات المتحدة هذا العام مع زوجته وأبنية، إن الأمر بترحيل موكلها صدر لأنه سحب طلب لجوء فرديا سابقا، وطلبت محاميته عدم نشر اسمه للحفاظ على سلامته.

وأمس الأربعاء، حث خطاب من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كندا على تأجيل ترحيل الرجل حتى تتمكن اللجنة من اتخاذ قرارها الخاص بشأن قضيته.

ولم يدل متحدث باسم وزير السلامة العامة رالف جوديل، الذي يشرف على الهيئة التي تنفذ عمليات الترحيل، بتعليق على تفاصيل القضية لكنه قال إنه بشكل عام "تعطي كندا وقتا للجنة لإلقاء نظرة على القضية" عندما تطلب ذلك.

وقالت كاستاجنر إنه سيكون من الغريب جدا على كندا عدم السماح للأمم المتحدة بمراجعة قضية أي شخص قبل ترحيله، لا سيما في ظل انتقاد كندا العلني لممارسات السعودية بشأن حقوق الإنسان.

ولم يتضح أمد تأجيل الترحيل، وقالت المحامية ستيفاني فالويس لرويترز بالبريد الإلكتروني إنه كان من المقرر ترحيل طالب اللجوء جوا إلى الرياض أمس الأربعاء لكن بدلا من ذلك نقل إلى مستشفى في كيبيك لأسباب "مرتبطة بالضغط العصبي".

ترحيل سعوديين
جدير بالذكر أن كندا رحلت 30 شخصا إلى السعودية في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي و21 في العام الذي سبقه.. وتلقت كندا العام الماضي 362 طلب لجوء من سعوديين.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية