لماذا نحب هذا الرجل؟
الذين عرفوه عن قرب أحبوه.. والذين أخلصوا لمهنة الصحافة وتعاملوا معه احترموه.. والذين تتلمذوا على يديه عشقوه.. والذين قرأوا له قدروه.. والذين صادقوه في رحلة عمره لم يفارقوه.. والذين لم يشأ حظهم أن يتعاملوا معه قريبا أو صديقا أو أستاذا لم ينكروا عليه حقه في الأستاذية واحترام رسالة الكلمة وتقدير المسئولية الوطنية في أحلك اللحظات.. والذين زاملوه بإخلاص أيقنوا أنه أول الصف ولم يحصل على موقع إلا وكان أهلا له.
فقط الذين كرهوه أو وقفوا ضده أو تآمروا عليه هم ذلك الفريق الذي ظهر على السطح فجأة أو الذين ألقت بهم كرة الصدفة فوق الكراسي أو الذين ظنوا أن وجوده هو حجر عثرة في طريقهم.. عندما انطلقت به الطائرة في رحلة علاج إلى باريس افتقده الأصدقاء والرفاق والزملاء.. رفعت الأيادى تتضرع إلى الله أن يعود إلى بيته وإلى زوجته وأولاده.. إلى عشقه الأول والأخير.. إلى دار أخبار اليوم التي قضى بين جدرانها جل حياته.
عن "ياسر رزق" الكاتب الألمعى والصحفى الأنشط والفارس النبيل أحدثكم.. "ياسر" الذي عرفته إنسانا رقيقا، مهذبا، متأنقا، شعلة من الحركة والأداء الملتزم.. صحفيا لا يشق له غبار.. كاتبا يعرف قيمة الكلمة وقدر الحرية.. لم ينحن يوما ولم يبخل بما لديه لمهنته ورسالته وظل واحدا من الكتاب المرموقين وواحدا من النقابيين الذين أعلوا قدر نقابتهم وقيمتها.. خاض العديد من التجارب الصحفية الناجحة وقدم نفسه للناس قبل أن يقدم نفسه للسلطة.
لم يسع "ياسر" يوما من الأيام إلى منصب وهو المؤهل لذلك أكثر من غيره.. لم يتمرد يوما من الأيام وظل يبحث عن مساحة مشتركة بين المتعاركين فلم يحسب على تيار ولم تأخذه المناصب التي تقلدها أبعد من تلك المساحة التي عرفناه فيها أيام الجامعة.. لم يؤذ غيره أبدا طوال تاريخه، وإنما أذى نفسه بآفة التدخين التي حذره منها الأصدقاء قبل الأطباء.
"ياسر" الآن بحاجة إلينا جميعا أصدقائه ورفاقه وزملائه.. أدعو الله العزيز الكريم أن يعيده إلينا وإلى أهله وداره.. اللهم آمين.