سرعة كشف الحقائق.. تقضي على الشائعات
الشائعات من أخطر الحروب المعنوية والنفسية التي تنتشر في ظل أجواء ملغمة بعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية، وتتأثر بالأزمات بمختلف نواحيها، التي توفر البيئة المناسبة لتحقيق مآرب مروجيها في تضليل الرأي العام، وإثارة الفتنة والقلق والخوف بين الناس.. منذ أكثر من أسبوع وقع انفجار خارج حدود مطار القاهرة الدولي، فانطلقت الشائعات من كل جانب تارة عن وقوع طائرة وانفجارها في الغلاف الجوي، وتارة أخرى حريق بمحيط مطار القاهرة، وتوقف حركة الملاحة الجوية، وأخري انفجارات في محطات الوقود المتاخمة لمطار القاهرة..
مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت العنان للشائعات، وبعض القنوات الفضائية الخارجية رددت الشائعات والأكاذيب، مما أحدث توترًا لدى المصريين، بسبب عدم معرفة الحقيقة، ورغبتهم في كشف الحقائق بأقصى سرعة لوأد الفتن والأكاذيب في مهدها.. بديهي أن ثورة الاتصالات والمعلومات ساهمت بشكل فعال في تزايد الكم المعرفي والاتصالي بين الشعوب والجماعات، وأدت إلى انتشار الأفكار والمضامين الإيجابية والسلبية، ولكن المصارحة والمكاشفة تؤدي إلى بث الطمأنينة بين المواطنين، خاصة وأن الشائعة تشكل ضغطًا اجتماعيًا مجهول المصدر يحيطه الغموض والإبهام، ولها تأثير بالغ على الرأي العام، خاصة في غياب المعلومات والأخبار الصحيحة من قبل الأجهزة المعنية..
لقد عانينا من الشائعات التي يتم ترويجها بين حين وآخر، بعضها نتيجة أن البعض يسرع في بث الخبر الكاذب قبل التأكد من حقيقته، والبعض الآخر من أعداء الوطن يطلقون الشائعات لزعزعة الاستقرار، ولكن هناك أزمات تستدعي مواقف جادة من قبل المسئولين لمواجهة الشائعات، بدلًا من تمهيد الطريق لسريانها، وذلك من خلال توضيح كافة الحقائق بشفافية وعدم التأخير في إعلانها، حرصًا على المصلحة العامة التي تستوجب مواجهة الشائعات بشكل قوي..
لقد بادر الفريق يونس المصري وزير الطيران المدني بكشف ملابسات الانفجار الذي وقع وطمأنة المصريين على مطار القاهرة، والحركة الجوية التي تسير بشكل طبيعي.. حقًا عانينا سنوات ماضية ومازلنا نعاني من الشائعات والأكاذيب التي تروج تكاد بشكل يومي، ولكن علينا أن نعي الدرس ونعرف أن أعداء الوطن سيواصلون مسيرتهم من أجل زعزعة الاستقرار، ولكن بوعي المصريين ومواقف الشرفاء سيتم قهر أهل الشر وكل من تسول له نفسة الإضرار بالوطن ومصالحه.