اشتعال أزمة المنشآت السياحية المخالفة.. الركود يضرب المحال الحاصلة على ترخيص.. الأقصر وأسوان الأكثر تضررا.. بسطاوي: تسببت في انتشار حالات التسمم.. ومخاطبات للمالية بتقسيط الضرائب
رغم التحسن النسبي في حركة الوفود السياحية القادمة لمصر، إلا أن المنشآت السياحية والفنادق ما زالت تعاني الأزمات والتي تراكمت خلال الـ7 سنوات الماضية والتي أعقبت ثورة الـ25 من يناير، وزاد أوجاعها حادث سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فوق شبه جزيرة سيناء، وما تبعها من قرارات عدة دول بتعليق حركة الملاحة الجوية إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، وهو ما أدى إلى إغلاق عدد كبير من الفنادق، وانتشار ظاهر إنشاء المنشآت المحلية التي تعمل في السياحة بدون ترخيص من وزارة السياحة، والتي استغل أصحابها فترة الفوضى في أجهزة الدولة عقب ثورة يناير.
بيع خرائط غير كاملة
محافظة القاهرة تصدرت القائمة في إنشاءات المنشآت المحلية التي تزاول النشاط السياحى بدون ترخيص بإجمالي 865 منشأة، تلتها محافظة الجيزة بإجمالي 358 منشأة حتى نهاية عام 2015، وذلك، وفقا لخطاب بسطاوي مصطفى، رئيس غرفة المنشآت السياحية بجنوب الصعيد الموجهة إلى قطاع الشركات بوزارة السياحة.
ولم تتقدم أي منشأة منهم للحصول على ترخيص من الوزارة، أو تسدد ما عليها للدولة من ضرائب عقارية أو ضريبة القيمة المضافة نتيجة لعدم وجود تراخيص لها، وتم استغلال تلك المحال في بيع خرائط للدولة المصرية بعدة لغات مختلفة غير كاملة السيادة للحدود المصرية، وتنقصها بعض المناطق مثل حلايب وشلاتين ومنطقة أبو رماد في جنوب البحر الأحمر، وبدأت بيع مقتنيات وهدايا سياحية تابعة لدولة إسرائيل، وهو ما دفع شرطة السياحة لمخاطبة غرفة شركات السياحة للتنبيه على المرشدين السياحيين والمحال بالإبلاغ عن أي منشأة سياحية تقوم بعرض خرائط غير مكتملة للدولة المصرية.
الامتناع عن دفع الضرائب
الأقصر وأسوان تعتبران من أقل المدن السياحية استقبالا للوفود السياحية، مما أصاب المحال السياحية والبازارات هناك بحالة ركود تام، واضطر أصحابها إلى الامتناع عن دفع الضرائب العقارية وضريبة القيمة المضافة والمقدرة بـ12 ألفا و500 جنيه وذلك منذ عام 2013، بسبب حالة الركود التي تعانيها المحال السياحية، وفرض الضرائب بطريقة عشوائية دون تكليف لجنة من وزارة السياحة للقيام بالمرور على تلك المحال لمعرفة أوضاعها الحقيقة، والاكتفاء بتحديد تلك الضرائب من المكاتب بمقر الوزارة، وهددوا المستثمرين بالحجز الإداري على المنشأة، وأصبح المستثمرون ينتظرون مصيرهم بالحبس أو الدفع أو بيع ما يملك دون إعطاء المستثمر حقه في أن يسلك الطرق القانونية في التظلم من المبالغ الباهظة، وفقا لما أكده زيدان بسطاوي مصطفى، رئيس غرفة المنشآت السياحية بجنوب الصعيد.
حالات التسمم
وأضاف بسطاوي في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن وزارة المالية فرضت رسوم القيمة المضافة على المنشآت السياحية دون المنشأت المحلية والتي تحتل المركز الأول في استقبال الأفواج السياحية "رحلة اليوم الواحد"، القادمة من شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم وتضيع ملايين الجنيهات على الخزانة العامة للدولة.
وأردف: أن القانون يلزم وزارة السياحة بالتصدي للمنشآت المحلية التي تزاول النشاط السياحي بدون تراخيص سياحية وتستقبل الأفواج السياحية القادمة من الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، فهذه المنشآت غير ملتزمة بجودة وسلامة وصحة الغذاء مما أدى إلى ارتفاع حالات التسمم الغذائي وإصابة السائحين بحالات قيء وإسهال بسبب اعتمادها على عمالة غير مدربة، فضلا عن وجودها في أماكن غير متوفر لها غطاء أمني ولا تتوافر بها احتياطات الحماية المدنية.
تقسيط الضرائب
من جانبه أكد عادل المصري، رئيس غرفة المنشآت السياحية، أن الاتحاد المصري للغرف السائحين خاطب وزارة المالية لتقسيط الضرائب المتراكمة على المحال السياحية بالأقصر وأسوان لمدة سنتين، وهو ما رفضه أصحاب تلك المحال، وطالبوا بمد المدة المحددة للتقسيط، مؤكدا أن تلك الضرائب تختلف من منشأة لأخرى.