أغـرب طقوس الزفاف في قوص.. والد العروس لا يحضر ليلة الدخلة.. العريس يمتطي فرسًا حتى مكتب المأذون على أنغام الطبل البلدي والمزمار.. تقديم النقطة على القماش.. و15 جوز حمام عربون محبة (فيديو وصور)
في قلب مدينة قوص جنوب محافظة قنا، موكب كبير يحيط به العديد الأشخاص، ووسط هذا الموكب يوجد العريس، وهو يرتدي بدلة ويمتطي جوادًا، ومن حوله المزمار البلدي وآخرون يرددون عددا من الأغاني ذات التراث الشعبي الصعيدي "البنت بيضه بيضه. البنت بيضه وأنا أعمل إيه.. يا ولدي يا ولدي أنا حبيت وبنار الهواء اتكويت".
ويتراقص الشباب ويتمايل على أنغام المزمار بالعصا مهللين فرحًا بعرس ابنهم، حتى وصل الموكب إلى مكتب المأذون لكتب الكتاب وإعلاء الجواب لتعلم مراسم الزواج".
"فيتو" ترصد في تقرير مصور أهم طقوس الأفراح في مركز قوص، والعادات التي لا تزال موجودة والأخرى التي اندثرت.
"من الإبرة للصاروخ"
بتلك الكلمات بدأ أبوالحسن عبدالعزيز عبدالنعيم، أحد أبناء مركز قوص، حديثه معنا، قائلًا: "هنا العروس تشتري جميع لوازم الشقة فيما عدا غرفة النوم وصالون فقط"، وهنا العروس تتكلف بكل شيء، منوهًا إلى أنه بعد الخطوبة، قراءة الفاتحة وقبول الطرفين يتفق الأهل على إتمام مراسم العرس.
وأضاف أبوالحسن: وهنا لابد من إقامة مأدوبة عشاء كبيرة لجميع الأهل والأقارب والأصدقاء، الذين يأتون للتهنئة من مختلف القري والمناطق المجاورة.
أغرب العادات
وأشار إلى أن هناك يمتطي العريس جوادًا ويلف البلدة كاملة، ويصحبه المزمار والأهل والأصدقاء الذين يرافقونه حتى الوصول إلى مكتب المأذون، بالإضافة إلى الربابة وممارسة فنون التحطيب قبيل ذهاب العريس إلى مكتب المأذون، وفي ليلة الدخلة يحدث نفس الشيء، وأغلب العرسان هنا تفضل "الكرتة" والمزمار البلدي حتى وصولهم إلى القاعة أو عش الزوجية.
7 أيام حمام
وأكد أن العروس هنا في قوص تشتري الحمام لمدة 7 أيام، على أقل تقدير 15 جوزا ولا يزال الناس هنا حريصين على هذه العادة على الرغم من ارتفاع الأسعار، ويكون هذا بجميع ما يلزم من خضر وفاكهة، بالإضافة إلى المخبوزات التي يقوم بها أهل العروس وتقدم إلى أهل العريس قبيل ليلة العرس وفي الصباحية.
الأب لا يحضر ليلة الدخلة
وعن أغرب عادات أهل قوص قال إن والد العروس لا يحضر ليلة الدخلة ويعتبرها بالبلدي كده "عيبة كبيرة"، لذا يحرص الأب على عدم الحضور ويكتفي فقط بالذهاب إليها في الصباحية بعد انتهاء مراسم ليلة الدخلة، وهذه العادة متوارثة عن الآباء والأجداد، ويحضر والدتها وأشقاؤها وأعمامها، ويحضر الأب في الصباح لتقديم "النقطة" وهذه تكون بالمال وجميع من يقدم المباركة يحضر لتقديم النقطة أيضًا.
عادات انقرضت
وأشار إلى أن هناك بعض التي كانت موجودة منها في ثمانينيات القرن الماضي، أن العريس كان يجلس ومعه أصدقاؤه ويحضر الحلاق أو كما كان يطلق عليه "المزين"، ويقوم بحلق شعره في طبق أبيض كبير ويتم تغطيته بقماشة وكل شخص يحضر يقوم بوضع حفنة من المال، منوهًا إلى أن هذه العادة قلت كثيرًا بسبب ظهور الكوافير الرجالي.