الوزير الجديد
يبدو أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية يحظى بشعبية داخل قطاعات الوزارة، ويبدو أيضا أن الوزير الجديد لديه رؤية تختلف عن سابقه فيما يخص الوضع النفسي لرجاله، وهو الأمر الذي يفسر كيف استقبلت جموع الضباط وصوله إلى منصبه بترحاب كبير رغم حسمه فيما يخص الأداء المرتبط بالناس والتعامل معهم، وقد ظهر ذلك جليا في قضية حدائق القبة، ومقتل مواطن بقسم الشرطة، إذ جاء قراره منضبطا وسريعا وحاسما باتخاذ اللازم قانونا دون مكابرة أو تدليس.
للوزير الجديد سيرة ذاتية عامرة أهم ما فيها حصوله على نوط الامتياز وتدرجه داخل واحد من أهم قطاعات الوزارة أو ما يسمي بعقل الوزارة وهو جهاز الأمن الوطنى حتى وصل إلى قمته في لحظة تاريخية مهمة، وقاد العمل به بهدوء وروية واستطاع أن يعيد إليه حيويته وقوته وقدراته في المبادرة المعتمدة على دقة المعلومات مع إعادة هيكلة الجهاز ودفع الدماء الجديدة إليه وهو ما كنا نطالب به بعد أن آلت الأحوال إلى غير ما نرضى وغير ما تهدف الدولة في هذا الوقت العصيب.
وبعيدا عن ترديد البعض أن الوزير السابق لم يكن يحظى بنفس القدر من الرضا الداخلي بين ضباطه فإن الفترة التاريخية الحالية تحتاج منا إلى دعم الجهاز الأمني بالإمكانيات المادية والفنية للقيام بدوره من أجل حماية البلاد وتوفير مناخ أكثر أمانا لضباطه للوصول إلى أداء أكثر دقة وقدرة على مواكبة ما وصلت إليه قوى الاختراق والإرهاب على المستوى الدولى وليس المحلي فقط.
وإذا كانت البداية حالة من الرضا والترحاب بالوزير الجديد فإن المهمة القادمة صعبة وتحتاج إلى رضا مجتمعي أيضا وهو ما يجعلنا نطالب الوزير الجديد بمد جسور التعاون مع المواطنين من خلال منظومة إنسانية تعتمد على اعتبار المواطن حائط الصد الأول ودون مشاركته لن نحقق النجاح المطلوب، والنجاح في هذا الأمر لا يتطلب إلا باعتبار الأمن الجنائى واحدًا من مفردات الاستقرار الحقيقي إضافة إلى ضرورة خوض معركة حقيقية ضد الفوضى في الشارع وضد انتشار عناصر البلطجة التي تروع الآمنين وتلحق الضرر الأكبر برسالة الأمن.
