عندما يكون السقوط حلًا
كل عام نتابع بقلق شديد امتحانات الثانوية العامة، كل يوم يبكى طلابها من صعوبة امتحان ما، ويطالب الأهالي بالتحقيق مع واضعي الامتحان، ظنا منهم أن صعوبة الامتحان ستكون وبالا على أولادهم ومستقبلهم، دون أن يفكر أي منا ماذا لو كانت كل الامتحانات سهلة وبسيطة، ونجح الجميع بتفوق، ودخلوا كليات الهندسة والطب ماذا سيحدث؟
لا شيء.. سيتخرج الأولاد وسيعملون في المطاعم، وربما يكون بعضهم محظوظا فيعمل في فندق يطارد الغيب ليأتيه سائح، خريجو الهندسة والطب والإعلام يتسكعون في الطرق بلا عمل، وطلاب الحقوق والتجارة والآداب بلا مستقبل، وطلاب الجامعات الخاصة لن يجدوا حلما لهم، فلماذا نتعجل تخرج أبنائنا؟! أليس الأولى لهم أن يظلوا حتى ولو لسنوات في التعليم.. آهى وظيفة تشغلهم عن وحش الفراغ!